أرجو أن تصفني الرقابة هنا بمن رفع عنه القلم .. بثلاثة محاور.. أولاً لا زلت أتلقى صفعات على قفاي ولا أعلم بما يدور حولي .. وحسب شهادة أمي لا زلت صغيراً في نظرها إلى هذا اليوم على الأقل .. وأخيراً ما تؤكده التي تشاطرني العيش لمن حولها بأنني « خبل « بالفطرة .. هذه نقاط قد تشفع لي لدى نظام السعودة الذي أشبعته الأيادي ضرباً .. وطرحاً .. وقسمة .. دون جدوى تذكر .. وأبحث عمن يقنعني بما تقوم به وزارة العمل منذ تأسيسها إلى يومنا هذا وقد تسنمها أكثر من « عشرة وزراء « هل بالفعل نجحوا في اجتثاث البطالة من بيوتنا ؟. لقد سئمنا التطبيل والتزلف للأرقام التي تعلن بين الفينة والأخرى عن أحوال السعودة بعد أن أخذت صحافتنا تسير مع موجة الأرقام دون التنبه إلى نوعية تلك الوظائف لأن الحقيقة المرة التي يجب مواجهة وزير العمل بها اكتشفناها لاحقا فنصف أبناء المجتمع يعمل إما في المطاعم أو البقالات والمتاجر الكبرى وبمسمى وظيفي واحد يطلقون عليه « كاشير « وربما هذا أقصى ما نسعى إليه لأجيالنا التي حصل أغلبها على شهادات عليا لتصبح في آخر المطاف أمام فوهات الأفران وبين علب الصابون للرص والتنظيف!! ولست هنا أقلل من شأن تلك الوظائف بقدر ما تدعوني الحاجة لكشف الحقائق التي تتحشرج في حلوقنا بغصة مقيتة استصعبنا قذفها أو حتى ابتلاعها وبالتالي عجزت خطط العمل عن استيفائها ..لسنا بحاجة لمن يخرج علينا الآن ويتشدق بالسعودة المضروبة بالشلوووت !! ولعل مثالاً بسيطاً عن دولة مثل سنغافورا التي لا تملك موارد بل لا تمتلك حتى الماء الذي تشربه لأنها تشتريه من جارتها ماليزيا ..ومع كل ذلك هي من أكبر الدول تقدماً لأنها استطاعت أن توجد لأبنائها أهم وأرقى الوظائف في التقنيات العلمية وأصبح العالم بحاجة ماسة لمباضع أجيالها في التصنيع .. «اجزم هنا أن مخططي العمل لديهم تجنبوا الزج بأبنائهم في وظائف عديمة الطعم ..والرائحة.. واللون.» ليستبدلوها بمهن تنتج للوطن ولم يخرج مسؤولو العمل (السنغافوريون) «انا ماقلت سعوديين .. لاأحد يورطنا تكفون» يتفذلكون عليهم حتى بما منحته لهم الدولة لوضع شروط تعجيزية لصرف مايعينهم على شظف العيش لحين حصولهم على عمل .. بل شمروا عن سواعد أبنائهم ليحققوا معهم أعلى نتائج يسجلها التاريخ لدولة بلا موارد!! وما أخشاه أن لا يجد خريجو جامعاتنا بعد المكابدة سوى وظيفة «معلم شاورما وطعمية» ..ربما لأننا نهتم بالكرش أكثر من العقل .. معليش .. خبل بالفطرة !! [email protected]