اخيرا جاءنا الفرج فقد قررت دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا إعفاء “الحمير» من الرسوم الجمركية في حال استيرادها من الخارج وجاء هذا القرار بسبب ندرة «الحمير «على حد قولهم» في أغلب دول المجلس!! وكنت قد عدت للتو من «الديرة» بعد أن راودتني الأحلام في أن أجد حمار جدي .. خاصة وان سوق الحمير قد أغلق منذ زمن بعيد وأصبح من الصعب على شخص مثلي إيجاد مثل نوعيته لأن «رفسته ناعمة وانسيابية» .. واعتقدت في قرارة نفسي أنني سأجده بكامل قواه العقلية وذاكرته القوية وربما لن تخفى عليه معالمي وسيهرول حتما نحوي لآخذه بالأحضان وطالما انه اصبح نادرا على حد زعم دول التعاون فسيصبح غاليا على قلبي !! وتخيلت انه قد أنجب خلال العقدين الماضيين اللذين تُرك فيهما حراً طليقاً يسرح ويمرح على هواه مما سيجعلني « أتفشخر» بالتركة التي آلت إليّ وهي بشرى خير حتى وان كانت أسطولا من الحمير !! إلا أنني وبكل أسف تلقيت نبأ وفاته بعد أن أكدوا لي نفوقه على قارعة الطريق .. إضافة إلى أن المغبور كان عقيماً بمعنى أنه لا جدوى منه حياً أو ميتاً !! والواقع ان استنجادي بحمار جدي له أسبابه الشخصية البحتة فمع الطفر الذي يلازم ثلاثة أرباع ربعنا والضرائب المبطنة بالأنظمة لم يعد أحدنا يستطيع شراء سيارة دون ان يستجدي البنوك وشركات التقسيط التي تشوي ظهورنا بسياط من حديد تحت غطاء ماأطلق عليها «سمه» التي سممت أبداننا بالقائمة السوداء وهي شركة ربحية تقتص أرباحها من كبودنا ,ولم يعد المواطن الذي كان يركب «حماره البلدي» ويأكل من عكة سمن غنماته وهو مطمئن قانع يستطيع العيش في مساحة «مربض عنز» لم يعد قادرا على استئجار شقة ولم يعد يطيق حتى بعلته ان لم تكن ذات دخل ولم يعد ولم نعد ولن نعود ولكن يجب على كل مواطن بالغ سن الرشد أن يدفع سواء « بالطقاق أو بالطراق «حتى يصل الى مثواه الاخير وهناك ايضا شركات تتولى دفنه بطريقة جميلة ومهيبة!! وهذا هو نتاج هيئة الاستثمار التي أولجت للبلد حتى بائعي الفلافل من ازقة عمان وشوارع دمشق !! وأبصم لكم بأصابعي العشرين ان هناك لعابا يسيل ويتحرى الولوج إلى عالمنا لاستقطاع ما تبقى من أكبادنا المعتلة ولكن هذه المرة بالطرق الرسمية !! وحدث ولا حرج عن هيئة الاستثمار التي تحاول هذه الايام التنصل مما قيل فيها في منتدى الرياض الاقتصادي مؤخرا وعن معاناة المستثمرين الذين يتجهون لطريقتين اما الرشوة او الوساطة للولوج الى سوقنا .. ولست أدري من هي الجهة المسؤولة عن وقف كل ذلك العبث للعيش دون منة او واسطة او رشوة حتى لو كانت على شكل هدية واتحدى من يستطيع ان يعالج فلذة كبده لايملك احدى الثلاث أعلاه فمتى ؟ وكيف ؟ وماذا ؟ ولماذا ؟ وأين ؟ و» تكفون «يالربع» .. أنا ماقلت شيء» فقط ..دعوا الامر بيني وبينكم على الاقل رأفة بأخيكم المواطن القابع اسمه في هذه الزاوية .. والقادم أجمل !! [email protected]