أكد عضو المجلس الوطني ممثل الحراك الثوري، وعضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية خالد كمال، أن الثوار السوريين في مدينة حمص قد ألقوا القبض على خمسة من العناصر الإيرانية المتخصصة في تكنولوجيا التشويش على أجهزة الإتصالات، ويستخدمهم الثوار كورقة لحماية الشعب السوري في حمص من أعمال الإبادة التي ترتكبها القوات السورية. ويجري النظام مفاوضات لإطلاق سراح الإيرانيين. موضحا بأن جميع الأوراق قد نفذت من يد النظام، ولم يبق أمامه سوى إحراق سوريا، خاصة بعد أن تم اكتشاف وصول شحنة من المواد الكيماوية المحرمة دوليا إلى دمشق. وقال كمال إن قيادي في الحزب الحاكم هدد معارضاً بأن النظام مستعد لقتل ثلاثة ملايين من الشعب لإخماد الثورة. وفيما يلي نص الحوار ل"اليوم". *اليوم: بداية نود التعرف على الهدف من المؤتمر الصحفي الذي عقدته قيادة الثورة السورية مؤخرا بالقاهرة؟ خالد كمال: نريد توصيل رسالة للعالم كله ليعرف أن الشارع السوري والثوار قد اعطوا الجامعة العربية كل الفرص وقد نفذ الرصيد وليس من الحكمة أو المنطق أن تستمر الجامعة في عنادها في التمسك بالملف السوري وعدم تحويله إلى مجلس الأمن ليتخذ قراره بشأن إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الساحة الثورية السلمية السورية ضد نظام استباح كل الحرمات من دم وغيره. ونرى أنه حتى الآن لم يتم التزام نظام بشار الأسد بما جاء في بنود المبادرة العربية سواء ما يتعلق بسحب الجيش، ولا السماح بإدخال وسائل الإعلام لنقل الحقيقة، ولم يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وما تم الإعلان عن الإفراج عنهم هؤلاء هم أصحاب السوابق وتجار المخدارت، والذي يذكرنا بما فعله نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، حينما فتح أبواب السجون أمام أصحاب السوابق وتجار المخدرات، من أجل أن يعيثوا في البلاد فسادا ويروعوا المجتمع، نكاية في الثورة. بل إن أحد القيادات السورية هدد قيادات معارضة سورية بأن النظام مستعد لقتل ثلاثة ملايين من الشعب لإخماد الثورة. * إلى أي مدى يوجد تواصل بينكم وبين الثوار داخل سوريا؟ - نحن نتواصل مع الداخل 24 ساعة يوميا ونتابع ما يحدث هناك لحظة بلحظة عن طريق أجهزة اتصال مختلفة، ونعرف ما يجري داخل المحافظات والمدن السورية، وخاصة المجلس الأعلى، عبارة عن مجالس محلية في كل محافظة، وله مجموعة من القيادة الثورية، ويشكلون ما يعرف بالجيش الحر، مهمتم حماية المدنيين، وكذلك مساعدة الشعب خلال حياته اليومية، وتزويدنا بكل التفاصيل لتوصيل تلك الرسالة للعالم. * ماذا يريد الشارع السوري من المعارضة؟ - الشارع السوري بالداخل يطالب المعارضة ان تتبنى مطالب الثوار كاملة، وليس الارتهان لأي أجندات غربية. * كيف ترى دور الجامعة العربية بالنسبة للأزمة السورية؟ - لم تفعل شيء سوى التصريحات والأقوال، للآن لم يطرد سفير واحد تابع لنظام بشار الأسد من أية دولة عربية، ولم يتم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب، ولم يتم تنفيذ المبادرة العربية، والشارع السوري طال انتظاره. * ما هي الاخطاء التي وقع فيها فريق المراقبين العرب؟ - قل ما الصواب الذي فعله، فالاخطاء كثيرة، وللأسف فريق المراقبين العرب لم يفعل شيئا، اللهم سوى المخاطرة بحياة أفراده، والذهاب للمحافظة السورية وليس معهم أدوات تكنولوجية، ومؤخرا أرسلوا لهم دروع واقية من الرصاص، ونعترف بأن بعضهم التزم الشفافية في تصريحاته..ولكن نتوسم فيهم كل الخير بأن يختموا مهمتهم بتقرير يعبر عن الواقع. * ما مدي صحة وجود انقسامات داخل صفوف المعارضة السورية؟ - النظام السوري يحاول دس بعض القوى الموالية له لإعطاء صورة غير حقيقية للعالم العربي والدولي، عن وجود انقسامات في صفوف المعارضة السياسية، وهذا غير حقيقي، والآن جميع القوى السياسية والحزبية تستظل وتتوحد تحت خيمة المجلس الوطني السوري. * توقعاتكم لمؤتمر المعارضة السورية؟ - الشارع السوري يرفض هذا المؤتمر، وقد قرر أن الممثل الوحيد للشارع السوري، هو المجلس الوطني السوري. ولا توجد لدينا معارضة أخرى على خلاف المجلس الوطني السوري، وقد فتح أبوابه لكل من يريد الانضمام له. * ما هو تفسيركم لموقف بعض الدول العربية الرافضة لتدويل الملف السوري؟ - هو موقف تفوح من رائحة التواطؤ، وعلى الجانب الآخر لنا عتاب على تباطؤ البعض الآخر، ما الذي يريده هؤلاء الرافضون وجبهة الممانعة في صدور القرار النهائي الذي ينقذ حياة شعب، وهل من الحكمة الإبقاء على حياة بشار في السلطة حتى لو سالت الدماء أنهارا داخل سوريا. وما الذي يريده الدابي رئيس فريق المراقبين العرب، بقوله إن الوضع في حمص مطمئن؟، ألا يكفيه سقوط ما بين 40 إلى 50 شهيد يوميا، هل يريد أن يرى ألف شهيد كل يوم حتى يقر بوجود مشكلة؟. * إلى أين تتجه سوريا خلال المرحلة الراهنة؟ - سوريا للأسف أمامها خياران، أولهما فيما لو استطاعت روسيا ومجموعة الدول الغربية، وبالاتفاق مع الجامعة العربية أن يضغطوا على الأسد ويجبروه على التنحي، وأظن أنهم قادرون على ذلك، لينقذوا سوريا من السيناريو الليبي، والخيار الثاني هو السيناريو الليبي تبدأ بمنطقة عازلة، يتم فيها حماية المدنيين، وحظر جوي من الطيران السوري، وممرات آمنة للمدنيين، وهو حق مشروع للشعب السوري لينعم بالاطمئنان مثل باقي شعوب العالم، مع الأخذ في الاعتبار بأن هذا الخيار قد ينحرف عن مساره، وينتهي بالأسوأ وهو دخول المنطقة في حرب إقليمية تتداخل فيها العديد من القوى بالمنطقة. * بماذا تفسر عدم خروج الأسد أمام كاميرات وسائل الإعلام؟ - نظام بشار الأسد خبيث جدا، وبكل صراحة هو مدرسة في اختراع الحيل والمكائد، وقد شاهدنا وسائل الإعلام السورية الرسمية كيف تضلل الحقائق، في محاولة لتجميل النظام، واستطيع أن أجزم لك بأن بشار لا يستطيع أن يخرج ليدلي بأى تصريح لأنه لا يستطيع أن يكذب بعد 10شهور من القتل، وعلى نفس المنوال كلما خرج وليد المعلم أو بثينة شعبان وتحدثت عن شئ، سريعا نجد الصور والتسجيلات التي ترصد الحقائق تفضح هذه التصريحات، وبالتالي فلا يمكنه الظهور والمواجهة، لأنه لا كلام يمكن أن يقوله سوى الاعتراف بأنه القاتل. * إذا لماذا لم ينهار حتى الآن نظام الأسد وما هو سر صموده على خلاف ما شهدته بعض دول الربيع العربي من تهاوي سريع لأنظمتها؟ - ربما كثيرون يعتقدون ذلك، ويظنون أن نظام بشار فعلا مازال صامدا ولم ينهار، وهذا غير حقيقي، بل قد انهار اقتصاديا، وسياسيا، وقد نفذت كل أوراق التلاعب التي كانت بيده، وسقطت ورقة التوت وانكشف هذا النظام الأسدي، بعد أن ظل يلعب بأوراق المقاومة الممانعة سواء عن طريق حماس أو حزب الله، وأثبتنا للعالم كله أن نظام الأسد لم يكن يوما أمينا على ملف المواجهة العربية الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى العكس كان يقوم بدور الحارس الأمين على حدود إسرائيل من إطلاق رصاصة واحدة صوبها، وكذلك ورقة الأكراد في مواجهة تركيا والضغط عليها، من خلال التلويح بقدرته على تحريك ثلاثة ملايين كردي موجودين على الحدود السورية التركية، واستطعنا بفضل الله أن نضم كافة القوى الوطنية الكردية للمجلس الوطني السوري، وانصهروا معنا على قلب رجل واحد تحت مظلة الشعب السوري، ونفس الشئ حدث مع القومية التركمانية، وأيضا الملف اللبناني، والذي تورط نظام الأسد لمدة طويلة في تأجيج القلاقل والفتن بالشارع اللبناني وخاصة حادث اغتيال الحريري، وغيره من ملفات الصراع السياسي داخل لبنان، وبالتالي فقد أفلس النظام السوري الآن، ومات إكلينيكا وإن حاول إثبات عكس ذلك لمن حوله. * من وجهة نظركم .. ما الخيار الوحيد أمام نظام الأسد الآن؟ - أن يحرق سوريا، وقد كشفت بعض المصادر أن هذا النظام المجرم جلب شحنة من المواد الكيماوية المحرمة دوليا، واستعان بكمامات وأقنعة لجنوده حماية لهم، وكأنه يريد أن يكرر سيناريو صدام حسين في منطقة حلابجة ضد أكراد الشمال العراقي، وللأسف سمعت من أحد قيادات النظام السوري قوله، أنهم مستعدون لقتل ثلاثة ملايين مواطن لو اضطرهم الأمر إلى ذلك في سبيل إخماد الحراك الثوري في الشارع، وبالتالي فلا طريق آخر أمامه سوى الاستمرار في القتل ليبقى على الكرسي، وهذا يؤكد غباء النظام الذي لم يعد يصدق نفسه بأنه سيترك المنصب وينزل من فوق كرسي استمر عليه والده لنحو 40 عاما، وكان يعد العدة لتجهيز ابنه من بعده. * دور الأطراف الخارجية المجاورة لسوريا في دعم نظام الأسد؟ - لم يعد يخفى على أحد دور كل من إيران، وحزب الله، ومقتدى الصدر بالعراق، في دعم نظام الأسد بكافة الأشكال من معدات عسكرية، وكودار بشرية، وغير ذلك، ومنذ شهر ألقى الثوار في حمص القبض على خمسة إيرانيين من المتخصصين في أجهزة التشويش على وسائل الاتصالات، والمساومات جارية الآن من جانب آصف شوكت صهر بشار الأسد، ويتم استخدامهم ورقة من قبل الثوار حتى لا يتم إبادة الشعب في حمص، والمفاضات تجري على أساس انسحاب القوات العسكرية السورية من حمص مقابل تسليم هؤلاء الإيرانيين. * أخيرا ما هو تعليقكم على ما جاء في المؤتمر الصحفي للأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بشأن متابعة الأوضاع داخل سوريا على ضوء الاتصالات مع فريق المراقبين؟ - العربي ذكر اشياء متناقضة ومنها أنه تم اطلاق سراح 3432 معتقلا على4 دفعات والبعثة لم يبق لها سوى 10 أيام، مما يعني أنه في كل يوم قد تم إطلاق 300 معتقل، في حين تؤكد المصادر الرسمية وجود نحو 79 ألف معتقل بالمعتقلات، فكم يوم يحتاجون لاطلاق سراحهم. أيضا قال العربي انه لا توجد دبابات داخل حمص، بينمارالصور لاتكذب وتكشف وجود الدبابات داخل حمص.. وقال العربي يوجد اطلاق نار ولكن لانعرف من أين، والمنطق يقول إذا كان فريق المراقبين متواجدا مع الناس بالشارع، ومن ثم هربوا عند إطلاق النار وقالوا الجيش يطلق النار، وتوجد تسجيلات بذلك.. إذا الأمور واضحة لا لبس فيها، والشيء غير الواضح تلك الضبابية التي يحاول أن يخلقها العربي، وأيضا الطريقة التى تكلم بها.. وهناك شيء ما يتم تدبيره بالخفاء ضد سوريا، ولا ندري مدى علاقة العربي بها.. إن المراقبين قد ذهبوا لسوريا للتأكد من مدى التزام النظام بتطبيق المبادرة العربية، وعلى أرض الواقع لا يوجد تطبيق لها وتم اختراق البروتوكول.. اذا ليعلن العربي وقف مهمة المراقبين وسحبهم من سوريا، وتحويل الملف لمجلس الأمن لأن الجامعة غير قادرة على تحمل المسئولية في إجبار النظام على الالتزام بما وقع عليه في المباردة العربية.