ملاحظات كثيرة جدًا خرجنا بها بعد انتهاء فعاليات ملتقى المثقفين السعوديين الثاني الذي اختتم أعماله يوم الخميس الماضي. ومن أبرز الملاحظات كان الغياب الواضح للمثقفين والمثقفات عن حضور جلسات الملتقى، رغم أن وزارة الثقافة والإعلام دعت (رسميًا) ألف مثقف ومثقفة!. وقد علمت فيما بعد أن من أهم أسباب هذا الغياب هو التغييرات التي حصلت في اللحظات الأخيرة من حيث مواعيد الجلسات والأسماء المشاركة، وكانت هناك جلسات تبدأ الساعة الثامنة والنصف صباحًا.. هل من المعقول إقامة جلسة تقافية في هذا الوقت المبكر جدًا؟!. وكذا تغيير أسماء المشاركين، فأحد المشاركين وهو مثقف بارز تلقى طلبًا بتغيير موعد مشاركته وعندما سأل عن الموعد الجديد قال لهم هذا الموعد هو موعد إقلاع طائرتي للمغادرة!. ومن الملاحظات التي قرأتها وقالها عدد من المثقفين والمثقفات كانت عن كيفية اختيار ال 1000 مثقف ومثقفة الذبن دعتهم الوزارة، وما هي معايير وآلية الاختيار، بالإضافة إلى وجود تكرار في أسماء معينة!. وهناك من حضر لمجرد الحضور، ومن أجل الظهور، ففي جلسة كانت بعنوان "التراث الموسيقي والفنون الشعبية" أخذت إحدى الحاضرات "تتفلسف" بعيدًا عن لب الموضوع مما سبّب إرباكًا للجلسة بما قالته من آراء وفلسفات خاطئة وليتها قبل ذلك إذا كانت ترى في موضوع الجلسة أمور دينية من منظورها القصير ليتها لم تحضر وأتمنى منها أن لا تحضر هذه الجلسات والملتقيات التي تتحدث حول هذا الموضوع لأنها آخر من تفهم فيها سواء من ناحية شرعية أو من ناحية ثقافية!. ففي الوقت الذي تفتح فيه الدولة المجال للتعبير الهادف البناء من خلال هذه الملتقيات تأتي مثل هذه الآراء والأفكار التي لا تعبّر إلا عن عقليات شخصية، فليتها ومن مثلها الذين لا زالوا في أفكارهم القديمة أن لا يحضروا هذه الجلسات والملتقيات (الحضارية) فهذا أفضل لهم ولنا!. وكانت الجلسات الفنية قليلة جدًا في الملتقى، وتم اختصارها في ثلاثة جلسات فقط، وبصراحة هذا ظلم للفنون، فكل فن كان يحتاج إلى جلسة، السينما تحتاج إلى جلسة، والمسرح.. والغناء.. والفنون الشعبية.. جميعها مواضيع هامة تستحق أن نفرد لها الوقت، وأنا أكرّر أن موضوع الفنون موضوع هام جدًا ويهم شريحة كبيرة من المجتمع، ويكفي أن من ضمن التوصيات التي خرج بها الملتقى كانت توصية ب "التأكيد على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية والسينما والتصوير الضوئي والفنون التشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي"، وأرجو التدقيق في هذه العبارة الواضحة المعبّرة.. فهل نعي هذا المفهوم العصري بعيدًا عن أفكار (الحرام والحلال) التي لازال (البعض) يعيش في جلبابها؟!. كما شهدت الجلسات الفنية تكرارًا في أسماء (بعض) المشاركين الذين نجدهم في كل مناسبة، ولا أعرف هل هؤلاء (واسطتهم) قوية إلى هذه الدرجة، أم أن المنسقين لبرنامج الجلسات لم يكلفوا أنفسهم عناء اختيار وجذب أسماء جديدة تقدم أفكار ورؤى جديدة فاكتفوا بالأسماء المكررة التي على استعداد للكلام في أي مناسبة وبلا مناسبة!. جلسات الملتقى ناقشت أيضًا موضوع المراكز الثقافية، وصاحب هذه المقالة كتب كثيرًا عن هذا الموضوع. وبشكل عام فإن الملتقى كان رائعًا والتوصيات التي قدمها المشاركون هي توصيات إيجابية، وكل الآمال ستظل معقودة لتنفيذ هذه التوصيات، وأن لا يصير مصيرها كما حدث مع توصيات الملتقى الأول!. إحساس مظلوم معاه في الحب.. محبوبي ظالمني وعشان أنا بأحب.. فكّر يعذبني.. كم قلت لقلبي توب.. عيني تكذّبني (ظالم ولكن)