يلتقي مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، المحامي إسحق مولكو، اليوم في عمان رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، بعد قطيعة استمرت أشهرًا، فيما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجانبين إلى «استثمار الفرصة». وكشفت صحيفة هآارتس الإسرائيلية أمس عن سيناريو فلسطيني من ست خطوات لمحاصرة إسرائيل دبلوماسيًا، ابتداء من 26 يناير الجاري- الموعد الذي تنتهي فيه الاشهر الثلاثة التي خصصتها الرباعية للمحادثات بين الطرفين في مسألتي الحدود والامن- بعدما قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) انه «اذا ما فشلت الرباعية في مساعيها لاستئناف المفاوضات حتى 26 يناير، «فان كل الخيارات مفتوحة». وتعهد الفلسطينيون أمام الرباعية بوقف الخطوات احادية الجانب في المحافل الدولية حتى نهاية كانون الثاني، ولكن فور ذلك يعتزمون استئنافها بكل الزخم. وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح «العام القادم 2012سيكون بداية حملة دبلوماسية غير مسبوقة من جانب القيادة الفلسطينية، وهو سيكون عام ضغط على إسرائيل، يضعها في حصار دولي حقيقي. وستشبه الحملة تلك التي اديرت ضد الابارتهايد(الفصل العنصري) في جنوب افريقيا». وكشفت مصادر إسرائيلية عن سيناريو فلسطيني من ست خطوات، مؤكدة أن الخطوة الاولى ستكون التوجه في فبراير المقبل إلى مجلس الامن في محاولة لاتخاذ قرار بشجب البناء في المستوطنات. أما الخطوة الثانية فستكون رفع دعاوى ضد إسرائيل في محافل دولية مختلفة. إذ يدرس الفلسطينيون امكانية التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، واقناع المدعي العام بمعالجة شكوى رفعوها ضد إسرائيل في أعقاب حملة الرصاص المصبوب على غزة. فضلا عن تشجيع دعاوى لمواطنين فلسطينيين أمام محاكم في الغرب. أما الخطوة الثالثة فستكون محاولة استخدام مواد في ميثاق جنيف الرابع، الذي يحظر بناء المستوطنات او نقل السكان إلى الارض المحتلة. ويحاول الفلسطينيون منذ فترة طويلة اقناع الحكومة السويسرية، المسؤولة عن الميثاق، بعقد اجتماع للدول الموقعة عليه في بحث خاص في موضوع تطبيق الميثاق في الضفة الغربية. اما الخطوة الرابعة فستكون التوجه إلى الجمعية العامة للامم المتحدة او مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في جنيف لطلب ارسال لجنة فحص دولية في موضوع المستوطنات. الخطوة الخامسة- كما تقول هآارتس- ستكون استئناف المساعي في مجلس الامن للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الاممالمتحدة، او كبديل، التوجه إلى الجمعية العمومية للحصول على مكانة دولة غير عضو. وقد توقفت الخطوة في اكتوبر الماضي بعد الحصول على عضوية في منظمة اليونسكو وتجميد تحويل أموال الضرائب الفلسطينية من إسرائيل. الخطوة السادسة ستكون تنظيم مهرجانات احتجاج جماعية ضد إسرائيل في الضفة الغربية في اطار «المقاومة الشعبية» غير العنيفة (ربيع فلسطيني). لتركيز الانتباه الدولي على الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. واشار موظفون إسرائيليون كبار إلى أن فرص أن يؤدي اللقاء المنعقد في الاردن يوم الثلاثاء إلى استئناف المحادثات هي طفيفة حتى صفر. فانعدام الثقة بين الطرفين عميق للغاية، وكلاهما منشغلان بلعبة الاتهامات في محاولة لتجنيد اعضاء الرباعية للاعلان عن الطرف الآخر كمسؤول عن فشل المحاولات لاستئناف المسيرة السلمية. اما من دفع نحو عقد اللقاء في الاردن فكان الملك عبدالله ووزير خارجيته ناصر جودة، وكذا مبعوث الرباعية طوني بلير. ولن يكون اللقاء استئنافا للمفاوضات، بل سيعنى بمحاولة بلورة جدول أعمال متفق عليه والمبادئ التي ستدار على اساسها المحادثات. وقال موظف إسرائيلي كبير بتهكم: «هذه مفاوضات على مجرد عقد المفاوضات». في القسم الاول من اللقاء سيشارك الضيف - وزير الخارجية الاردني جودة - مولكو- عريقات- مبعوث الرباعية بلير وممثلون عن الولاياتالمتحدة، الاممالمتحدة، روسيا والاتحاد الاوروبي. في الجزء الثاني من اللقاء سيلتقي جودة مع مولكو وعريقات.