حكاية تستدعى دموع المآقى وصورة تحكى المأساة بصوت مسموع .. بطلها وضحيتها شاب ثلاثينى العمر، أصابه اعتلال عقلى او ما يمكن وصفه علميًا ب « الانفصام « - حسبما افادت تقارير المستشفيات - ليحول بينه وبين التمتع بشبابه المتّقد بل ضيق عليه المرض الخناق ليمنحه من الدنيا الواسعة غرفة ضيقة مساحتها فقط 4 أمتار لتكون إن جاز التعبير مسرح العيش وحزام الحركة المحدود ولعلكم تتساءلون: كم قضى الشاب عبدالعزيز ابن قرية الاحمر بجبال رضوى بينبع داخل هذه الغرفة الضيقة!! ويكمن العجب كل العجب فى الجواب ..إنه 25 عاما ربع قرن من الزمن .. يرى النور من خلال نافذة ضيقة ويمد يده من بين حديدها ليأخذ طعام الليل وغداء النهار. (المدينة) زارت موقع الغرفة عالم عبدالعزيز الخاص يرافقنا والده لنسمع صوته الحبيس قائلا: أريد أن أخرج من الغرفة .. أريد أن أجلس هنا.. مشيرا الى موقع قريب ويكتفى ب نعم « وقتما سألناه هل تريد العلاج ؟. معاناة كبيرة من جانبه قال والده حميد صالح الرفاعي ستينى العمر: وجدنا معاناة كبيرة في علاج ابني عبدالعزيز خلال الفترة الماضية وعن حياة عبدالعزيز والسبب في حالته الصعبة اجاب انا رجل لدي 19 نفسا في البيت اصرف عليها واعمل براتب لا يتجاوز 2500 ريال فكيف يمكنني ان اقوم بكل هذا وعبدالعزيز هو ابني الاكبر وهو على هذه الحالة منذ الصغر ويمكث في الغرفة التي أعددتها له ما يزيد على 25 سنة وقمت بزيارة مستشفى الصحة النفسية عدة مرات ولكنهم دائما ما يقومون بالاتصال عليه من اجل ان اقوم بأخذه . موقف كريم وأكمل الاب: وقت احداث الهزات الارضية بالعيص وزيارة سمو امير منطقة المدينةالمنورة الامير عبدالعزيز بن ماجد لمركز الفقعلي قمت بإعلام سمو أمير المدينة بوضع ابني عبدالعزيز ووجه سموه وقتها بالرعاية والاهتمام وبالفعل تم اخذ ابني الى مستشفى الصحة النفسية بالمدينةالمنورة ولم يلبث سوى فترة شهر الا وجاءت سيارة من مستشفى الصحة النفسية بإعادته الى المنزل مرة اخرى وهذا الامر قبل عامين تقريبا وعليها يتهرب مني موظفو مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة من اجل استلام ابني المريض وها انا اكرر المناشدة لسمو أمير المدينة الكريم بتكليف الجهات الصحية في المنطقة من اجل علاج ابني في مستشفى الصحة النفسية لعدم قدرتي على علاجه او القدرة حتى على مصاريفه المرهقة كل هذا بخلاف ما يمثله من خطورة على من حوله. 4 رجال ويضيف حميد الرفاعي في بعض الاوقات اقوم باخراج ابني عبدالعزيز خارج الغرفة في محيط المنزل حتى اتمكن من تنظيف موقع الغرفة وعند محاولتي اعادته استعين بأربعة رجال لكي نتمكن من اعادته فقط « وأخشى في قادم الأيام أن يضرّ نفسه أو ان يضرّ أحد إخوانه في المنزل او أحد الأشخاص ولا اعرف ما هو سبب عدم قبول ابني وإرجاعه في كل مرة من قبل موظفي الصحة النفسية بالمدينةالمنورة « أطباء مختصون من جانبه قال الدكتور عبدالرحمن صعيدي مدير الشؤون الصحية بينبع ل « المدينة «: إن على ذوى الشاب ارجاعه للمستشفى الصحة النفسية حتى يتم تقييم حالته من قبل الاطباء المختصين وفي حال دعت الحاجة الى تنويمه سيتم تنويمه بالفعل والعكس ايضا واضاف : إن المريض عبدالعزيز لم يراجعنا في مستشفى ينبع خلال الفترة الماضية».