لا أعتقد أنّ وزيرًا جديدًا من الوزراء الذين تم تعيينهم مؤخرًا سيكون محظوظًا ك (وزير الحج)، حيث سيجد الطريق -من أجل البناء والتطوير- أمامه ممهدًا، فمن حسن حظه أنّه سيجد ملخصًا متكاملًا يستطيع من خلاله وضع يده على السلبيات في هذه الوزارة دونما تضييع وقت، وتدعوه إلى أن يلتفت فقط إلى تنفيذ برنامج الإصلاحات في وقت مبكر من بداية عمله. هذا الملخص الذي أُشير إليه، جاء خلاصة تجربة وقراءة من قبل سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية للسلبيات التي لمسها في أداء هذا الجهاز المهم الذي يعنى بالحج والحجيج، وقد أوجزها سموه في خطابه الذي ألقاه بمناسبة افتتاح «ورشة عمل رفع مستوى الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن» في الموسم الماضي، أوجزها سموه في بلاغة قائلًا: (إنّ ما يقدم من خدمات للحجاج لا تصل إلى ما تسعى إليه قيادة هذه البلاد ولا إلى المبالغ المالية التي تُعتمد وتُصرف لمشروعات الحج). توصّل سموه إلى هذا الاستنتاج من خلال مشاركته، وإشرافه، وكذلك قيادته لأعمال الحج خلال الخمسة مواسم الماضية، وأرى أنها قناعات توصل إليها سموه وليست رؤى فقط. وإذا كانت الثقة من قبل المقام السامي في معالي الدكتور بندر الحجار قد رأت فيه الرجل المناسب الذي يتولى تخليص هذه الوزارة من أي سلبيات وإبعادها عن توظيف خدماتها لتحقيق مصالح خاصة، فإنّ الأولى بمعاليه أن يحرص على أن يتخذ من خطاب سمو الأمير خالد الفيصل المشار إليه «خارطة طريق» نحو تحقيق الإصلاح، لاسيما وأنّ ملاحظات سموه أبلغ من تقصي عشرات اللجان، وأفضل من رؤى مسؤولين كبار عاملين في الوزارة وبعض أرباب الطوافة الذين فشلوا في أداء مهامهم طوال السنوات الماضية. وتيسيرًا على معالي الدكتور بندر الحجار وزير الحج، أورد أهم ما جاء في خطاب سمو الأمير خالد الفيصل من استنتاجات وملاحظات رأى أنها ساهمت في عرقلة مسيرة رفع مستوى الخدمة في الحج وهي: * آن الأوان لأن تكون هناك أنظمة وأسس ومشروعات وشركات ومؤسسات تقوم بأعمال الحج بطريقة نظامية وحديثة وأسلوب يليق بهذا المكان وبإنسان هذا المكان لخدمة ضيوف الرحمن. * لقد رأيت من المناظر البشعة على أرصفة منى ومزدلفة وعرفات ومكة الحجاج مع النفايات. * لماذا يبقى الحاج 4 و5 و6 ساعات في صالة المطار؟ ولماذا يمر من شخص لآخر لثالث ورابع وخامس خلال هذه الساعات حتى يركب حافلته؟ ولماذا يقضون نفس المدة قبل أن يركبوا طائراتهم ويغادروا هذه البلاد؟! * يجب أن يكون عنواننا وعملنا وهدفنا هو كرامة الحاج منذ أن يستقل الحافلة من بلاده وحتى يعود إليها. * من المؤسف جدًا أن يكون أقدم مرشد سياحي، وأقدم خبير خدمات، وأقدم مؤسسات في العالم في هذا المضمار لا يزالون حتى اليوم يتلمسون كيفية خدمة ضيوف الرحمن. * كيف نفسر كل هذه المبالغ التي تعتمد وتصرف على المشاعر المقدسة وعلى مكة والمدينة ونحن لا نجد أماكن للحجاج ليسكنوا فيها ووسائل نقل تليق بكرامتهم. * لو استطعنا أن نرتقي بمهنة الطوافة والإرشاد بمواسم الحج والعمرة، فسوف نرتقي بالتنمية في منطقة مكةالمكرمة كلها. وإن كانت لي من كلمة أهمس بها في أُذن معالي وزير الحج فهي تتلخص في «ضرورة السعي إلى إبعاد بعض الوجوه التي أخذت كفايتها، وقدمت كل ما لديها، ومرت بكل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الحج، إذ لم يعد لديهم جديد، فضخّ دماء جديدة شابة، من شأنه أن يواكب المرحلة المقبلة التي تتطلعون إليها، والتي ستشهد بإذن الله آمال القيادة وتطلعاتها نحو الارتقاء بخدمات الحج».