هممت بالكتابة عن قوة حركة حماس في الضغط على الحكومة الإسرائيلية في مقايضة الأسير الإسرائيلي «جلعاد شاليط» بألف أسير فلسطيني من شتى الأطياف والتوجهات، رجالًا ونساءً، شيبًا وشبابًا، ليكون قيمته «رجلٌ بألف».. لكني تراجعت ليس لأن الحدث أقل أهمية من غيره من الأخبار والأحداث التي تمخضت عنها أمتنا العربية في هذا العام المليء بالأحداث السعيدة رغم مرارة وقسوة بداياتها وعواقبها.. فلكلٍ ثمن، وثمن الحرية والكرامة لا يوازيها ثمن.. فهنيئًا لدولنا العربية المحررة من قيد الطغاة، والعاقبة لمن لا يزال يقبع تحت وطأة الظلم من أبناء أمتنا العربية الصابرة.. إن ما حفلت به الساحة العربية والعالمية لعام2011م، من ثورات واحتجاجات على ظلم الطواغيت من حكام استملكوا الكراسي وملؤوا أوطانهم بالمآسي.. فأكلوا الأخضر واليابس ولم يبقوا من خيرٍ لأوطانهم وشعوبهم، الذين يسومونهم سوء العذاب.. لكن سرعان ما أطيح بهم وهم متربعون على العرش في أعلى الهرم، ليقعوا في مستنقع الذل والمهانة لينطبق عليهم القول: «ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع».. وكلما زادت الحكومة قمعًا زاد الشعب عزيمةً على الإطاحة بها.. إن قاعدة الشعب ما يمشي إلا بالحديد والنار واستخدام أسلوب القمع والتعذيب لم تعد تُجدي نفعًا مع شعوب ذاقت الحرية وتنفست عبير الكرامة، وقدمت الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها.. فكانت عاقبة الرؤساء الطغاة، إما إبعاد ونفي، أو سجن ومحاكمة، أو حرب واغتيال.. ولم تكن المطالبة بإطاحة الرئيس فقط، بل ومحاكمته وملاحقته قانونيًا، وإبعاد مواليه وأنصاره عن السلطة.. ولعلي أجد ما يُبرر غفلة بعض الطغاة عن نتائج أفعالهم الظالمة والمستبدة؛ لأنهم ببساطة وثقوا بمستشارين غير مؤتمنين فزينوا لهم أفعالهم السيئة وجملوا لهم طغيانهم، «زيّن لهم الشيطان أعمالهم».. فلم يفيقوا إلا بعد أن بلغ السيل الزبى ولم يعد ينفع تهدئة أو تهديد، ولم يخيفهم جيش ولا شرطة، ولم يرهبهم بلطجية ولا شبيحة.. حقًا يصلح أن نطلق على عام 2011 عام الحرية العربية والكرامة الإنسانية والقوة الشعبية.. نرجوا أن يستمر الربيع العربي لينقي أجواء الفضاء من الظلم والطغيان، وليكون لنا نحن العرب والمسلمين الريادة في إشاعة العدل والحرية والكرامة بين شعوب العالم.. [email protected]