أكد رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا محمد أحمد مصطفى الدابي أمس أن الوضع في بعض المناطق بمدينة حمص لم يكن طيبا، مشيرا إلى رؤية أعضاء بعثته بعضا من العربات المدرعة. وفيما ذكر التلفزيون السوري الحكومي أمس انه تم الافراج عن 755 معتقلا شاركوا في اعمال عنف ضد النظام. اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان النظام السوري بأنه قام بنقل عدد كبير من المعتقلين إلى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية، الذين طلبت روسيا من سوريا منحهم، اقصى درجة من الحرية. وقال الدابي إن أعضاء البعثة لم يروا شيئا مخيفا. وأوضح أن المراقبين سينتشرون اعتبارا من مساء الأربعاء (أمس) في درعا (جنوب سوريا) وادلب وحماة (شمال). وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين ألف شخص، جابهتها القوات السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل. إلى ذلك، ذكر التلفزيون السوري الحكومي انه تم الافراج عن 755 موقوفا تورطوا في الاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين. وكانت سوريا قد اعلنت في نوفمبر انها افرجت عن 1180 سجينا مستشهدة بشروط مماثلة. من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري بأنه نقل عددا كبيرا من المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حاليا بمهمة في سوريا. وقالت المنظمة إن السلطات السورية نقلت ربما مئات المعتقلين الى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب، داعية الجامعة العربية الى المطالبة بدخول كل مواقع الاعتقال بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية. وينص بروتوكول الاتفاق الموقع بين سوريا والجامعة العربية في 19 ديسمبر على السماح للمراقبين بالتحرك بحرية والاتصال بأي جهة بالتنسيق مع الحكومة السورية. لكن وزير الخارجية السورية وليد المعلم اوضح بعيد توقيع البروتوكول ان المراقبين سيذهبون الى المناطق الساخنة لكن من المستحيل زيارة اماكن عسكرية حساسة. وكتبت سارة ليا ويتسن مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة في بيان ان الحكومة السورية اظهرت انها لن تتراجع امام أي شىء لعرقلة مراقبة مستقلة للقمع الذي تمارسه، داعية الجامعة العربية إلى الرد على هذه الحجج والاصرار بشكل واضح على الوصول الى كل المعتقلين. وقال احد افراد قوات الامن السورية في حمص معقل الحركة الاحتجاجية في وسط البلاد، لهيومن رايتس ووتش بعد توقيع البروتوكول ان مدير سجن المدينة امر بنقل معتقلين. واضاف المصدر نفسه ان بين 400 و600 معتقل نقلوا في 21 و22 ديسمبر الى مراكز اعتقال اخرى وخصوصا الى مركز عسكري لانتاج الصواريخ يقع في زيدل قرب حمص. ونقل عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته القول ان «عمليات النقل تمت على دفعات»، موضحا ان «بعض المعتقلين نقلوا في سيارات جيب مدنية بينما نقل آخرون في شاحنات بضائع». وتابع هذا المصدر «كنت أقوم بتجميع المعتقلين ووضعهم في الشاحنات والأوامر التي صدرت من مدير السجن كانت تقضي بنقل المعتقلين إلى خارجه».