عندما اتجهنا فى موعدنا للتحاور مع الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور( السلفي) في مصر كان علينا أن ننتظر قليلًا من الوقت إلى أن ينتهي من حواره مع إحدى القنوات الفضائية اليابانية وعرفنا قبل ذلك أنه قد استقبل أحد مقدمى البرامج فى خدمة التلفزيون بوكالة رويترز.. وكان لدينا من الوقت ما يكفي للاستغراق في الدهشة أمام اهتمام إعلام العالم بالحزب الذي لم يتجاوز شهورًا من عمره.. ربما كانت مساحة هذه الدهشة أقل فيما يتعلق بحرص تلفزيون رويترز على التحاور مع عبدالغفور وخصوصًا أن حزبه جاء ترتيبه الثاني فى حصد مقاعد المرحلة الثانية من برلمان الثورة.. لكن لماذا تلفزيون اليابان وهل تشغل أحداث مصر موقعًا متقدما إلى هذا الحد فى أولوياته... لا أعرف لماذا تذكرت ما قاله لى مسؤول عسكرى ان مصر بعد الثورة أصبحت مهوى كل استخبارات العالم حتى استخبارات كوريا الجنوبية.! مع الدهشة قطعنا الوقت في تصفح صحيفة الحزب «النور الجديد» ولم يكن مفاجئًا هذا المستوى المهني الجيد مضمونًا واخراجًا. لكن المفاجأة أننا حين سألناه عن غياب صفحة للفن اعتذر بأن مشاغله جعلته لا يلتفت لهذا القصور، وكنا نتوقع أن تثور ثائرته على مجرد الملاحظة وهو يؤكد أن الفن حرام (بالمناسبة رئيس الحزب يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة الصحيفة ) وتوالت المفاجآت طوال الحوار إذ اكتشفنا أننا أمام جيل سلفى شاب، حريص على ألا يقطع خيطه مع الشيوخ، لكن حريص أكثر على (نيولوك) مختلف وحقيقى يتجاوز الشكل إلى المضمون ولو كلفه ذلك إظهار عدم الرضا عن تصريحات ومواقف جيل الشيوخ وربما الاختلاف معها.. كان هذا واضحًا فى تفاصيل كثيرة تضمنها الحوار الذي استكملناه بعد ظهور نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات: • كيف ترون نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات؟ وكيف تتوقعون نتائج الثالثة ؟ ** المرحلة الثانية أفضل إلى حد بعيد رغم كثرة التزوير (....) لكننا بشكل عام راضون.. ونتوقع تواجدًا أقوى لنا فى المرحلة الثالثة. • لكن الفاصل الزمنى بين المرحلتين شهد أحداثًا كثيرة ولغطا أكثر طال الاسلاميين وحزب النور.. كيف تنظرون الى التطورات اجمالًا؟ ** الوضع حرج جدًا.. فما حدث فى أزمة معتصمي مجلس الوزراء غير مبرر على الاطلاق.. كل هذا العنف هل يمكن تبريره بمباراة «كرة شراب» جرى نسيانها في خضم السلوك التبريري ليأتي الحديث عن اهانة فرد من هنا او هناك.. الامور غير طبيعة ومقلقة والنتائج اعداد كبيرة من المتوفين وخسائر متتالية للبورصة وخسائر أكبر في الاقتصاد.. وكل ما نتمناه الان هو اكمال المرحلة الثالثة من الانتخابات بدون تعطيل بمبادرات جديدة واحداث مفتعلة. • وما هو المخرج؟ ** لا مخرج سوى أن يتنازل المجلس العسكري عن بعض اختصاصاته المدنية لمجالس مدنية حقيقية. • وكيف ترون التعجيل بالانتخابات الرئاسية؟ ** هذا مرفوض تمامًا.. وفى غياب الدستور سنسبتدل فرعونًا بفرعون وكما قلت لك الحل الجذري أن نسعى لتجاوز هذا الوضع الحرج جدًا لكي نستطيع اكمال المرحلة الثالثة وحينها لن نكون بحاجة إلى مثل هذا الارتباك أو الارباك. • لنعد إلى نتائج الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولى.. بصراحة هل كنتم تتوقعون أن تحصدوا المرتبة الثانية في أصوات المقاعد الفردية؟ أم شكلت مفاجأة لكم مثلما كانت بالنسبة للناخب والنخبة معًا؟ ** دعنى أقول لك أن النتائج مبنية على مقدمات.. وأي شخص يعيش فى مصر عرف أن هناك حزبًا اسمه النور.. لقد بذلنا جهودًا جبارة للوصول للشارع وهذه هى المقدمة التى ترتبت عليها نتيجة كنا ننتظرها.. كانت استطلاعات الرأى تعطينا 5% من أصوات الناخبين.. ولم أكن أريد أن أصدم من يسألنى، ولذلك كنت أقول أننا سنحصل على ما بين10إلى 15% لكن فى داخلى كنت واثقًا من أننا سنصل إلى ما فوق ال 20% والحمد لله حصلنا على أكثر من 24%. العلاقة مع اسرائيل • نود أن نتعرف على سياستكم الخارجية فيما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل، خاصة وأنه قد أثير الكثير من الضجيج حول حوار القيادى يسرى حماد مع الاذاعة الاسرائيلية، واعلان الحزب أنه ملتزم باتفاقية كامب ديفيد؟ ** نحن كحزب لا علاقة لنا باسرائيل، ولم ولن نستقبل أي دبلوماسي اسرائيلي، أما مصر كدولة فهى ملتزمة بكل معاهداتها واتفاقياتها الدولية بما فيها كامب ديفيد طالما التزم بها الطرف الآخر، وإذا شاركنا فى الحكومة فسيكون لنا نفس موقف الدولة. وأما ما يتعلق بالتصريحات المنسوبة ليسري حماد والتى صححها بنفسه فإننى أود كحزب وكرئيس حزب أن أؤكد على التالى: أننا نؤكد رفضنا نقض مصر لاي اتفاقيات دولية التزمت بها حتى ولو ابرمت فى ظل حكم ديكتاتوري، وبناءً عليه فإننا سنحترم التزام مصر بكامب ديفيد مع السعي الدائم لتعديل بنودها الجائرة بكافة السبل المشروعة. و موقفنا هذا لا يتعارض مطلقا مع واجبات مصر تجاه الأمة العربية والإسلامية، كما أننا نقف بكل قوة ضد محاولات التطبيع والحوار بكافة صوره، وضد إقامة علاقات حزبية أو شعبية مع كيان يريد طمس هويتنا؛ فضلا عن احتلاله لأرضنا، ومحاصرته لإخواننا. لا نضرب تحت الحزام • كنتم وراء الحملة على حمزاوي وتحالفتم مع الحرية والعدالة في دعم يسري على حساب النجار.. وهذا يقودنا إلى الحديث عن علاقة مرتبكة -في رأينا على الاقل- بينكم وبين الحرية والعدالة فقد تصادمتم معهم في بعض الدوائر حد الشجار وتوافقتم معهم في دوائر أخرى حد التحالف.. ** دعنى أعود إلى ما سألتم عنه بخصوص استهداف حمزاوي والنجار.. وأقول لك أن « الضرب تحت الحزام» ليست طريقتنا ولو أردنا لضربنا في مناطق كثيرة، أما عن علاقتنا بالحرية والعدالة فهي قوية ومتينة وستظل كذلك رغم المناوشات الانتخابية. نرفض الاصطفاف • المسألة تجاوزت المناوشات إلى خلافات استراتيجية والدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قال أنهم لا يتفقون مع تطلعاتكم نحو فرض صارم للشريعة الاسلامية، والدكتور محمد مرسي رئيس الحزب رفض التحالف معكم في البرلمان أو في تشكيل الحكومة وقال لو كنا سنتحالف مع أحد فلدينا تحالفنا الذي خضنا به الانتخابات.. وانتم شخصيًا اتهمتم الاخوان بأنهم يحاولون إظهاركم في ثوب المشاغب والمخالف وأنهم يسعون ل «شيطنة» التيار السلفي. ** الكلام عن المشاغب والمخالف والشيطنة لم أقله وأنا مستاء من مراسل رويترز الذي حرف كلامى.. وعمومًا ورغم علاقتنا القوية والمتينة مع الحرية والعدالة فنحن غير مستعدين للتحالف معه إلا في إطار وطني أوسع يضم مثلا الكتلة المصرية والوفد والوسط وهكذا، أما عن التحالف مع الإخوان فقط فنحن ضد تكريس الاصطفاف الديني. التصوير.. الانتخابات.. التظاهر • أحد مرشحى حزب الحرية والعدالة في المرحلة الأولى كال لكم العديد من الاتهامات.. وبصراحة هذه الاتهامات هي سبب معظم التخوفات منكم فدعني أسمع ردكم عليها.. لقد قال أنكم تحرمون التصوير مع أن صوركم في كل الأماكن.. وانتم تحرمون الانتخابات ومع ذلك شاركتم فيها.. وترفضون الثورات والآن تمجدونها.. وسبق أن حرمتم المظاهرات ثم تواجدتم في معظم مليونيات التحرير؟ ** فيما يتعلق بالتصوير فأنا كحزب لست جهة أمر ونهي وفيه خلاف فقهي كبير، لكننا لسنا مع الحظر بدليل أن إحدى المرشحات في الاسماعيلية نزلت صورتها أثناء الدعاية الانتخابية.. • لكن هناك لافتات أخرى لقائمتكم وضع مربع خال مكان صورة مرشحة؟ ** هذا يثبت صحة ما سبق أن قلت لك من أن الأمر راجع إلى رغبة الأخت المرشحة. • وماذا عن الانتخابات؟ ** هو نفس الأمر بالنسبة للتصوير هناك خلاف فقهي وكثير من فقهاء التيار السلفي يؤيدون ومنهم الشيخ محمد كامل الشريف ونحن كحزب قررنا دخول اللعبة الانتخابية أخذًا بالآراء المؤيدة.. • والمظاهرات؟ ** كذلك المظاهرات لقد وصلت حالة اليأس في أواخر العهد السابق إلى أن الناس أقبلت على الانتحار ووصل عدد من حاولوا الانتحار إلى 24 حالة وحينها صرخت بأعلى صوتي: بدلًا من حرق أنفسنا لينزل 80 مليون مصرى إلى الميادين ليطالبوا بحقهم في العيش بكرامة وفي التعليم والصحة وكل المجالات.. هذا ما يجب أن نطالب به الحاكم فإن لم يفعل فليرحل.. ولذلك نزلت إلى ميدان التحرير منذ بداية المظاهرات أنا والدكتور محمد يسري والشيخ محمد عبدالمقصود. • د. عماد.. المسألة أكبر من ذلك وأحد أقطاب التيار السلفي وهو الشيخ محمود عامر المرشح للرئاسة هو الذي حرم التظاهر؟ ** قبل أن نتحدث عن آراء لا بد أن نعرف من يطلقها، ومحمود عامر هو من خلع على الرئيس السابق لقب أمير المؤمنين وعندما سئل في عهد مبارك هل ينوي ترشيح نفسه للرئاسة رد قائلًا: هل تريدون ذبحي، رغم أن مبارك نفسه قال أن باب الترشيح مفتوح للجميع.. ومحمود عامر كان زميلي في الجامعة وأعرفه جيدًا ودعني بهذه المناسبة أؤكد لك أننا تواجدنا في ميدان التحرير منذ 25 يناير.. ولا نصدق من يقول أننا ركبنا الموجة. • قبل أن تروغ مني.. دعني أذكرك بسؤالي عن استغلالكم لصور الشيخ محمد حسان وتصريحاته في اجتذاب الناخبين؟ **أولًا أنا أقرب الناس للشيخ محمد حسان ورغم ذلك لم أطلب منه استثمار تصريحاته وصوره لصالحنا ولو طلبت لم يردني..هذا تصرف فردي وليس توجها حزبيا نرفض الدولة الدينية • تنادون بالدولة الدينية وكأن مصر لم تكن يومًا دولة إسلامية.. وتصرون على رفض الدولة المدنية رغم أن الرسول كما قال الدكتور مصطفى الفقي لو كان موجودًا لوافق على الدولة العصرية القائمة على القانون؟.. ** من قال أننا نصر على دولة دينية.. نحن لا نقبلها ونصر على دولة عصرية تراعي تعدد السلطات والفصل بينها وتحرص على تطبيق العدالة وبكل شفافية تحفظ حقوق كل أبناء الوطن.. لقد جلسنا مع التيارات المختلفة ووافقنا على دولة بهذه المواصفات وكان معنا المهندس نجيب ساويرس وقال: إذا كانت هذه مواصفات الدولة لديكم «خلينا نكتبها دولة مدنية»..هذا دستور ولن نتلاعب بالألفاظ ولن نفسره، نحن نرفض الدولة المدنية باعتبارها حسب المصطلح دولة علمانية.. سموها ما تشاؤون واختاروا الالفاظ التي تروق لكم. شبابنا يأكل الزلط • الدكتور محمد البرادعى قال: امنحوا الاسلاميين فرصة ليكتشف الناس أن الشعارات لا تكفي.. وهو يعني أن شعاراتكم لن تبني دولة.. فما ردكم عليه؟ ** وأنا سآخذ كلامه حرفيًا دون تفسيركم له.. وأقول له: شكرًا.. دعنا نأخذ هذه الفرصة وسنرد عليكم من خلال برامجنا وسيكتشف الناس أننا أصحاب فعل. ودعني أقول لك أننا نظمنا حملة تطعيم ضد شلل الأطفال شملت مليونا وربع المليون طفل في الاسكندرية وهو ما عجزت عنه سوزان مبارك لكن «لدينا شباب يمضغ الزلط». • لماذا الاسكندرية؟ **لأن بها المركز الرئيسى للحزب ومنشأنا وإقامتنا. •وفيها أيضا الأب الروحى ومنظر الحزب الشيخ ياسر البرهامي؟ **لا.. ليس المنظر مع احترامي الكامل للشيخ البرهامي وعلاقتي قوية جدًا بمشايخنا وعلمائنا نحن الأكثر وطنية •والروائي بهاء طاهر قال أنكم تنفذون أجندات خارجية؟ أنا أزعم أن التيارات الاسلامية الأكثر وطنية بين التيارات وليست لنا أجندات سوى خدمة الوطن. • لكن أليست هذه التيارات الاسلامية هي التي تستغل الدين في دعاياتها الانتخابية؟ ** أتحدى أن يقول أحد أننا دخلنا مسجدًا وروجنا لأنفسنا، نحن كإسلاميين تربينا في المساجد وخروجنا منه صعب لكن كل مؤتمراتنا عقدت في شوادر بالشوارع. الديمقراطية تصحح نفسها • د. عماد..تشكون كثيرًا من أن الناس يسألونكم فقط عن قضايا الحجاب والاقباط ونقاط الشريعة التي تثير خلافًا فهل لديكم مثلا برامج لمعالجة هموم مصر السياسية والاقتصادية؟ ** نعم نحن نرى مصر دولة وسطية ومذهبنا السني ليست فيه دولة دينية والليبراليون والعلمانيون قبل غيرهم يعرفون هذه الحقائق والمخاوف التي تثار حول ذلك ليست حقيقية ونحن نؤمن بأن الديمقراطية تصحح نفسها ونحن نجحنا عبر اقناع الشعب المصري بقيم معينة فإذا ثبت أننا خدعناه لكي نصل إلى إقامة دولة دينية فالانتخابات ستجرى بعد خمس سنوات وسوف يصحح الخطأ الذي وقع فيه ولن يقبل أن يخدع من الاسلاميين مرة أخرى ثم إن برنامجنا ضخم للغاية ويمكن تلخيصه في السعي للاستقرار السياسي وتمكين الشعب من ممارسة حقوقه السياسية وضبط الحالة الأمنية المتردية حاليًا والارتقاء بمصر اقتصاديًا وهذا الهدف يرتهن لتحقيق الاستقرار السياسي والامني. أنا والشيخ حازم مختلفان • الشيخ حازم أبو اسماعيل المرشح السلفي للرئاسة كان محل هجوم عنيف من يسري حماد عضو الهيئة العليا لحزبكم إلى درجة اتهامه بأنه وراء تخويف الناس من فزاعة التيار السلفي.. لماذا هذا الهجوم وما الفرق بين قناعاته وقناعاتكم كحزب؟ ** أنا شخصيًا لا أميل إلى اتخاذ مواقف حادة تجرح أحدًا، حتى من الليبراليين والعلمانيين فما بالك بالشيخ حازم، أما عن قناعاته وقناعاتنا فقد تحدثت معه كثيرًا بشأن ترشحه للرئاسة وقلت له لنركز على انتخابات مجلس الشعب الآن، ولا أخفي عليكم أنه لم يكن لدينا أمل في إجرائها حتى قبل وقت قصيرمنها، وقلت له أيضًا: لنأخذ الأمور خطوة خطوة.. لكنه أصر على رأيه وعندما وقعت أحداث ماسبيرو قلت له: دورنا هو التهدئة و»الدنيا هايجة»، وإذ به يصرح بأن المجلس العسكري هو الذى رتب أحداث ماسبيرو..فنحن مختلفون في الآليات، وهو يرى أننا على خطأ، وأنا أرى أن الناس تحب «الزعيق» وتستغله وتفتعل على ألستنا كلاما لا نريده.. • بالمناسبة.. ما حجم الدعم والتمويل الذى وصلكم من الخارج؟ ** ( ضحك قبل أن يقول) نعم هناك دعم خارجي وهناك 45 مليار دولار محملة على الإبل فى الجمارك ونحن بانتظارها.. ويمكنك بسهولة أن تعرف حجم الدعم في جولة بالشوارع لترى لافتات الدعاية الانتخابية للحزب وللآخرين وسوف تجد اللافتة الواحدة للآخرين تعادل قيمة خمسين لافتة فقيرة لنا، أما الحملات في وسائل الاعلام فهي ضدنا ولحساب الآخرين، ويمكنك أن تعرف كم أنفقوا فيها وعليها.. اعتمادنا بالكامل على الجهود الذاتية والمتطوعين، وقمنا بحملتنا الناجحة ولله الحمد بأقل التكاليف.. وإذا كانت هناك بعض المبالغ التي وصلت لجمعية أنصار أهل السنة فإنها تدخل وتخرج بإيصالات يحاسبهم عليها الجهاز المركزي للمحاسبات، ومن لديه أي دليل على تلقينا أموالا من الخارج فليشكنا ونتحدى أن يثبت علينا أحد ذلك. حكومة ائتلافية بعد الانتخابات • أحدث خبر اطلعنا عليه قبل أن نلتقي بكم هو نفي مصدر مسؤول في المجلس العسكرى أن يكون نائب الرئيس الفريق سامي عنان اتصل بكم وأبلغكم أن الحزب والائتلاف الذي سيحصل على الاغلبية في الانتخابات البرلمانية سيكلف بتشكيل الحكومة... ماذا حدث؟ ** للأسف الشديد الخبر نقل بطريقة خاطئة وسيئة، فأنا لم أقل أن الفريق سامي عنان اتصل بي.. وما حدث أننا أثناء أحد اللقاءات التي نشارك فيها مع المجلس العسكري دار نقاش وقال الفريق عنان إن من ينجح في الانتخابات سيكون له دور فى تشكيل الحكومة. • وهل تعتقدون أن الظروف الآن مهيأة لذلك.. وهل يتماشى مع الإعلان الدستوري ومضمونه الذي يشير إلى أن المجلس الأعلى هو المعني بتشكيل الحكومة حتى انتخاب الرئيس؟ ** لو كنا نريد الاستقرار فلنترك للشعب اختياره وإتاحة الفرصة كاملة للمجلس، والاستقرار التشريعي لابد أن يعتمد على الأغلبية ونحن نميل إلى تشكيل حكومة ائتلاف، ونحن واثقون من أن المجلس العسكري يمتلك الحس الوطنى، لذلك أتوقع أن تشكل حكومة ائتلاف بعد انتخابات مجلس الشعب أو حد أقصى بعد انتخابات مجلس الشورى ومصلحة البلد في ذلك وغالبية القوى السياسية الفاعلة متفقة عليها.. نريد نظامًا برلمانيًا • أخيرًا.. ما مواصفات الرئيس القادم؟ ** إذا كان الليبراليون يريدون رجوع مبارك عبر النظام الرئاسي فنحن نريد رئيسًا شرفيًا في نظام برلماني فلا أحد الآن سوف يسلم رأسه بسهولة.. واللى تخاف منه ما تلقيش أحسن منه.