يترقب مواطنون ومهتمون بالآثار بينبع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة والامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم لانتشال المنطقة التاريخية من الضياع وتسهيل الإجراءات التي من شأنها إعادة المنطقة لسابق عهدها واستبشر أهالي ينبع والمهتمون بالآثار خيرًا حينما طرق سمعهم أن هناك توجهات من قبل جهات الاختصاص حيال ترميم بيوت الأجداد والتاريخ مؤخرًا من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتحتل المنطقة التاريخية مكانة في قلوب ونفوس أحفاد ساكنيها لما يحمله كل ركن من أركانها من الذكريات الجميلة وعبق الماضي الجميل لما لذلك من جدوى في الحفاظ على هذه التراث التاريخي والذي يعطي مدلولا ومؤشرًا على ما تميز بها الأجداد جسدت من خلاله كل معاني الصدق والوفاء والرجولة والكرم، علاوة على ما تحمله من قيم تراثية وتاريخية بارزة، فالمتجول في هذه المنازل القديمة يشعر من خلال تجواله بأنه يعيش في عصر غير عصره ويتعايش مع الواقع ليخرج بصورة معبره عما كانت عليه حياة الآباء والأجداد. ولعل بعض المحاولات من المهتمين بالتراث الينبعاوي مثل أبناء العم عودة النزاوي الأربعة بعد قيامهم بجمع وتحويل 150 صورة لمباني قديمة متهالكة بإحياء ينبع إلى صورة معالجة تحاكي الصورة القديمة والمميز في الأمر كون 70 بالمائة من المنازل التي تم ترميمها في الصور غير موجودة على أرض الواقع واستعانوا خلال تجربتهم على رواية كبار السن المعاصرين الآن في ينبع واستخدام تقنيات حديثة في معالجة الصورة وذلك بهدف إحياء تراث الأجداد ولكن تظل هذه المحاولة محاولة فردية فقط وجهدًا شخصيًّا منهم بدون دعم من جهات رسمية. وعلى مستوى الجهات الرسمية فالمنزل الوحيد الذي تم ترميمه ضمن مئات المنازل في تلك المنطقة التاريخية هو منزل البابطين فقط، بالإضافة إلى سوق الليل الذي قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بترميم جزء منه فقط في انتظار انتشال المنطقة من الضياع وسط كتب المدن المنسية. المركز التاريخي جاءت البشاير قبل عام تقريبًا عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وسمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورعايتهم لمشروع تطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع ومشروع الواجهة البحرية ويهدف هذا المشروع لتطوير المركز التاريخي بمدينة ينبع وربطه بالواجهة البحرية للمدينة وإيجاد تكامل في المنتج السياحي يجمع بين التراث المعماري الأصيل لهذه المنطقة والموقع المتميز على ساحل البحر الأحمر واستثمار هذا التنوع في تسويق ينبع كوجهة سياحية وطنية متميزة، ويأتي هذا المشروع ضمن برنامج تطوير مراكز المدن التاريخية الذي تنفذه الهيئة في عدد من المدن في مناطق المملكة وخلال العام الماضي قامت هيئة السياحة والآثار بمحاولة لإنشاء جمعية تضم ملاك حي الصور؛ الحي التاريخي بينبع من أجل التمهيد لإعادة ترميم الحي ليكون واجهة ومقصدا للزوار وفق آلية واضحة وتم وضع مخطط لهذا الأمر لكن عدم اتفاق ملاك في ذلك الوقت وغياب عدد كبيرة منهم في الحضور للمناسبة جعل الأمور تزيد تعقيدًا. جولة «المدينة» «المدينة» قامت بجولة داخل هذه البيوت في (حي الصور) ويعد هذا الحي من أقدم أحياء ينبع ويحتل قلب مدينة ينبع ولم نشاهد سوى بيوت مدمرة وثراث يندثر يومًا بعد يوم بسبب الإهمال لهذه البيوت القديمة ولم يبقَ منها سوى الأطلال، والتي تحولت إلى مأوى للمخالفين والمتخلفين ووكرًا للمجرمين وللعابثين لاسيما بعد أن أصبحت خرابات مهجورة في الوقت الذي لم تتقدم أي من الجهات ذات الصلة بالسياحة والآثار لمد يد العون لإعادة ترميمها، رغم حركة الترميم والإصلاح التي تطال عددًا قليلا من البيوت التراثية إلا أنه يبقى الكثير من البيوت القديمة في حالة يرثى لها». وقد التقت «المدينة» بالعم محمد معوض وسألته عن تلك البيوت كيف كانت وكيف أصبحت؟ فأشار إلى أن عشرات البيوت قد اندثرث وأصبحت حجارة متراكمة، مضيفًا أنه يتمنى من الجهات المختصة أن تبادر إلى ترميم ما تبقى من ذكريات قبل أن تندثر بشكل كامل، كما أضاف العم على محلاوي أن البيوت القديمة تعتبر كنز الآباء والأجداد وأنه يتوجب على لجنة السياحة بمحافظة ينبع المحافظة عليها وأن لا يطالها الإهمال، وفي السياق نفسه عبر المواطن طلال مزين عن استيائه من إهمال البيوت القديمة، وأن هذه البيوت القديمة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والمتابعة؛ حتى لا يتعرض ما تبقى منها للسقوط والاندثار؛ فترميمها والاعتناء بها سيجعلها معلمًا لمحبي التراث من السياح من خارج المحافظة وتكون معلمًا أثريًا بالمحافظة والتي تعكس وتعطي انطباعًا عما كانت عليه طبيعة حياة الأجداد قديمًا.