أسس الملك فيصل -رحمه الله- منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماع بمدينة الرباط بين زعماء العالم الإسلامي في 25/9/1969م، بعد حريق الأقصى في 21/8/1969م، حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين. بعد ستة أشهر من الاجتماع تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية في جدة، إنشاء أمانة عامة للمنظمة، كي يضمن الاتصال بين الدول الأعضاء وتنسيق العمل. عين وقتها أمين عام واختيرت جدة مقرًا مؤقتًا للمنظمة، بانتظار تحرير القدس، حيث سيكون المقر الدائم. وقد تغير المسمى إلى «منظمة التعاون الإسلامي» وهو يجمع سبعًا وخمسين دولة، لدمج الجهود والتكلم بصوت واحد لحماية وضمان تقدم مواطنيهم وجميع مسلمي العالم البالغ عددهم ما بين 1.3 مليار إلى 1.5 مليار نسمة. وهي منظمة دولية ذات عضوية دائمة في الأممالمتحدة وأمينها الحالي هو أكمل الدين إحسان أوغلو. لها أجهزة متفرعة مثل المركز الإسلامي لتنمية التجارة ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ومؤسسات مستقلة مثل البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسات تابعة لها مثل الغرفة التجارية الصناعية بجدة والاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي ومنتدى شباب التعاون الإسلامي للحوار والتعاون والاتحاد الدولي للكشاف المسلم. وقد انعقدت الدورة الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي بمكةالمكرمة في (ديسمبر) 2005 أي في مثل هذا الشهر قبل ستة أعوام بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إخوانه قادة الأمة الإسلامية وقد كان ل»وثيقة بيان مكة» و»الخطة العشرية» أهمية عظمى في أهداف وتاريخ هذه المنظمة.. ففي المجال الفكري، أكد المؤتمر أن الإسلام هو دين الوسطية، ويرفض الغلو والتطرف والانغلاق، وأكد في هذا الصدد أهمية التصدي للفكر المنحرف بالوسائل المتاحة كافة، إلى جانب تطوير المناهج الدراسية، مما يُرسِّخ القيمة الإسلامية في مجالات التفاهم والتسامح والحوار والتعددية. وأكد المؤتمر على أن حوار الحضارات المبني على الاحترام والفهم المتبادلين والمساواة بين الشعوب أمر ضروري لبناء عالم يسوده التسامح والتعاون والسلام والثقة بين الأمم. دعا المؤتمر إلى مكافحة التطرف المستمر المستتر بالدين، وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وأكد تعميق الحوار بينها وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح، وندّد بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلًا لها.. كما أكد المؤتمر على أهمية إصلاح مجمع الفقه الإسلامي، ليكون مرجعية فقهية للأمة الإسلامية. وفي المجالين الاقتصادي والاجتماعي أكد المؤتمر أهمية الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية المتوفرة في العالم الإسلامي والإفادة منها في تعزيز التعاون بين دوله، والعمل على تنفيذ خطة العمل الرامية إلى تطوير هذا التعاون، ودراسة إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء. وأكد المؤتمر على ضرورة تحقيق زيادة كبيرة في التجارة البينية بين الدول الأعضاء. لقد وضع ملوكنا ورؤساؤنا الأهداف الرئيسة لمنظمة التعاون الإسلامي قبل أكثر من أربعين عامًا وهو شرف لمدينة جدة أن تكون المقر المؤقت للمنظمة حتى تستضيفها القدس، أتمنى أن ندعم جميعًا منظمة التعاون الإسلامي ونقدر أهدافها وجهودها للأمة الإسلامية ونعمل عملًا جماعيًا لإبراز حقيقة الإسلام وقيمه السامية كما وصَّى المؤتمر، وندعم صناعات دول منظمة التعاون الإسلامي تجاريًا حتى تصل نسبة التعاون التجاري حتى 20% وهي النسبة المقترحة لنهاية عام 2015م، فنصبح قوى سياسية تنهض بنا الأمة دينيًا وفكريًا واجتماعيًا وصحيًا واقتصاديًا ورياضيًا. * المعلومات منقولة عن موقع المنظمة الإلكتروني وإصداراتها.