أكدت القمة الإسلامية الاستثنائية التي اختتمت أعمالها في قصر الصفا بمكةالمكرمة أمس على ضرورة التعامل مع التحديات الراهنة التي تواجه الأمة من خلال رؤية استراتيجية تخطط لمستقبل الأمة الإسلامية وتواكب المتغيرات الدولية وتطوراتها. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن ارتياحه لنتائج القمة. وقال في تصريح مقتضب ل «الرياض» في ختامها «إن القمة ناجحة ولله الحمد». ودعت القمة في وثائقها التي اعتمدتها إلى الوقوف وقفة صادقة حازمة مع النفس حول إصلاح شأن الأمة الذي يبدأ من اصلاح الذات بالاتفاق على كلمة سواء ركيزتها كتاب الله عز وجل وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم والتصدي بكل حزم لدعاة الفتنة والانحراف والضلالة التي تستهدف تحريف مبادئ الإسلام السامية الداعية إلى المحبة والسلام والوئام والحضارة إلى أفكار منحرفة تقوم على الجهل والانغلاق والكراهية وسفك الدماء. وجاء في بلاغ مكةالمكرمة الذي قدمته المملكة وصادق عليه قادة 57 دولة إسلامية ان الإرهاب ظاهرة عالمية لا تقتصر على أي دين أو جنس أو لون أو بلد. وأكد القادة عزمهم على تطوير الأنظمة والقوانين الوطنية لتجريم كل ممارسات الإرهاب وتمويلها والتحريض عليها. وأكد البلاغ على أهمية تعميق قيم الحوار والوسطية والعدل والبر والتسامح في الخطاب الإسلامي داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها. وقال إن أولية الإصلاح والتطوير تشكل قناعة تجمع عليها الأمة حكومات وشعوباً في اطار نابع من داخل مجتمعاتنا الإسلامية ومتوائم مع مكتسبات الحضارة الإنسانية ومستلهم لمبادئ الشورى والعدل والمساواة في تحقيق الحكم الرشيد وتوسيع المشاركة السياسية وتكريس سيادة القانون وصيانة حقوق الإنسان وبسط العدالة الاجتماعية والشفافية والمساءلة ومحاربة الفساد. ودعا القادة إلى دراسة امكانية انشاء هيئة مستقلة دائمة لتعزيز حقوق الإنسان في الدول الأعضاء وكذلك اعداد ميثاق إسلامي لحقوق الإنسان. وأكدوا ضرورة تحقيق زيادة كبيرة في التجارة البينية بين الدول الأعضاء ورحبوا بإنشاء «المؤسسة الدولية لتمويل التجارة» التي اقترحها خادم الحرمين في مؤتمر القمة الإسلامي العاشر. وأكدت القمة في وثائقها على ضرورة تعميق الحوار بين المذاهب الإسلامية وعلى صحة إسلام اتباعها وعدم جواز تكفيرهم وحرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ماداموا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبالرسول الكريم وببقية أركان الايمان. وكلف القادة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي العمل على وضع دراسة تفصيلية لتطوير عمل مجمع الفقه الإسلامي بما يتلاءم والتنسيق بين جهات الفتوى في العالم الإسلامي ومواجهة التطرف الديني والتعصب المذهبي وعدم تكفير المذاهب الإسلامية وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح. ودعا القادة إلى إصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي عبر إعادة هيكلتها والنظر في تغيير اسمها ومراجعة ميثاقها ونشاطاتها ودعمها بالكفاءات المهنية العالية. وقرر قادة الأمة الإسلامية إنشاء صندوق خاص للمساهمة في معالجة مشكلات الفقر وتوفير فرص العمل ينشأ في اطار البنك الإسلامي للتنمية. وأكد القادة في قمتهم على المحافظة على قضية القدس الشريف كقضية مركزية لمنظمة المؤتمر الإسلامي وللأمة الإسلامية. واختتم خادم الحرمين القمة بكلمة شكر فيها القادة على استجابتهم لنداء الأمة. وقال - حفظه الله - ان قرارات القمة بداية لصفحة مشرقة جديدة من تاريخ الأمة بإذن الله وصفحة من التسامح والمحبة والاتحاد تفتح أبواب الأمل للمستقبل لكل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها. وقد تشرف القادة في ختام قمتهم بزيارة الحرم المكي الشريف والكعبة المشرفة وأدوا صلاة المغرب يرافقهم خادم الحرمين الشريفين. للتفاصيل فضلاً أضغط على الرابط التالي .. قمة مكة حفظ طباعة تكبيير * 1 * 2 * 3 * 4 * 5 قيّم هذا الموضوع