«أيوة .. بنهتف جوة الأزهر: يسقط يسقط حكم العسكر، القصاص القصاص.. يا نجيب حقهم يا نموت زيّهم، الله أكبر يحيا شهيد الأزهر، هنورّيهم الغضب ، هنعلّمهم الأدب، لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله» ،هتافات رددها آلاف المشيّعين لشهيد الازهر الشيخ عماد الدين عفت الذى لقي مصرعه مساء الجمعة اثناء وجوده مع معتصمى مجلس الوزراء ومحاولته احتواء الازمة واقناع المتظاهرين بالحفاظ على سلمية الثورة. مشاركة طلاب الازهر فى مراسم الجنازة وحالة الغضب التى تملّكتهم ، تثير تساؤلات حول دخول الازهر طلابا ومؤسسة الى صفوف الثوار ،بعد أن ظلّ الازهر يلعب دور الوسيط بين المتظاهرين والمجلس العسكرى خلال الازمات المتواترة بين الطرفين طوال الاحد عشر شهرا الماضية ،وظلّ شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب ومستشاريه يقومون بالوساطة وتهدئة المتظاهرين عندما تتأزم الاوضاع كما كان الحال فى أحداث شارع محمد محمود ، التى شهدت مصادمات دامية بين المتظاهرين وقوات الامن وشكّل مشايخ الازهر دروعا بشرية للفصل بين الطرفين والتقى شيخ الازهر بالعشرات من المتظاهرين لإقناعهم بالحفاظ على سلمية الثورة، ونجحت جهود المشايخ وتمّ عبور أزمة محمد محمود ،ولكن قتل الشيخ عفت قد يكون مناسبة لإحداث نقلة نوعية فى موقف مشايخ الازهر وانتقال الأزهر « مؤسسة و طلابا وعلماء « الى صفوف الثوار ، واستعادة دور الازهر التاريخى كما كان الحال فى مواجهة الاحتلال الفرنسى والبريطانى فى القرن التاسع عشر، حين قدم الازهر العشرات من الشهداء مثل سليمان الحلبى قاتل « كليبر « قائد الاحتلال الفرنسى لمصر ، و لعب الازهر دورا محوريا فى مواجهة طغيان القصر فى اربعينيات القرن الماضى ،تتردد هذه التساؤلات مع مساعى شيخ الازهر الخروج من عباءة الانظمة الحاكمة التى ظل يرتديها الازهر منذ تغيير قانون الازهر فى ستينيات القرن الماضى اثناء حكم الرئيس المصرى السابق جمال عبدالناصر والذى بموجبه تم الحاق الازهر بمؤسسات الدولة وإلغاء استقلاله عبر تفويض الحاكم فى مصر سلطة تعيين شيخ الازهر وتحكم الدولة فى ميزانية الازهر وهو ما يعمل شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب على تجاوزه عبر تعديل قانون الازهر والعودة مرة أخرى الى اختيار شيخ الازهر بالانتخاب من علماء السنة فى العالم الاسلامى واستعادة استقلال الازهر.