تواصلت لليوم الرابع الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة المصرية في شارع محمد محمود بالقرب من ميدان التحرير، التي اندلعت مساء الإثنين بينما كان ناشطون يحيون الذكرى الأولى لاشتباكات شارع محمد محمود التي خلَّفت 45 قتيلا قبل عام. وأسفرت الاشتباكات، التي عُرفت إعلامياً بأحداث «محمد محمود 2»، عن إصابة العشرات من المتظاهرين بينهم شاب في حالة خطيرة بالإضافة إلى إصابة 92 من قوات الأمن، وسجل ناشطون اختفاء عدد من المتظاهرين. وقال بيان لوزارة الصحة المصرية إن إجمالي عدد المصابين في اشتباكات شارع محمد محمود ومحيط وزارة الداخلية بوسط القاهرة منذ بدء الأحداث وحتى الآن، بلغ 118 مصابًا استقبلتهم المستشفيات وتقرر خروج 108 منهم بعد تحسن حالتهم فيما تبقّى عشرة مصابين. واصطفَّت سيارات إسعاف في ميدان التحرير بالقرب من موقع الاشتباكات، وأقام متظاهرون مستشفيات ميدانية بالقرب من الميدان لإسعاف المصابين. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن اعتقال 203 من مثيري الشغب في المنطقة. ويشتبك المتظاهرون وغالبيتهم من أطفال المدارس وأطفال الشوارع ومثيري الشغب مع قوات الأمن، حيث يتبادل الطرفان إلقاء الحجارة، واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع مرات عدة لتفريق جموع المتظاهرين. وكانت الاشتباكات بدأت حين شرع عشرات المتظاهرين في هدم جدار إسمنتي عازل في شارع يوسف الجندي المتفرع من شارع محمد محمود على مقربة من وزارة الداخلية المصرية. وقال أحمد نبيل، 15 عاما، طالب ثانوي وهو يجمع بعض الحجارة من على الأرض، «جئنا لإسقاط مرسي والقصاص للشهداء»، وأضاف زميل له يدعى محمود بازوكا (16 عاما) يرتدي ملابس المدرسة ويحمل الشنطة المدرسية «لابد من إسقاط وزارة الداخلية». وانتشر كثير من مثيري الشغب وسط المتظاهرين وارتدى كثير منهم أقنعة لإخفاء وجوههم، وألقوا بزجاجات المولوتوف على الأمن التي بادلتهم بالخرطوش والحجارة. وأسفرت الأحداث عن اندلاع حرائق في مدرسة الليسيه الفرنسية بالمنطقة، ويتهم المتظاهرون الأمن بالتمركز داخل المدرسة لضربهم، فيما نظم طلاب من المدرسة وقفة بزيهم المدرسي للاحتجاج على استخدام الأمن لمدرستهم في التصدي للمتظاهرين. يأتي هذا فيما دعت القوى الثورية لجمعة غضب اليوم شعارها «جمعة عيون الحرية» للثورة ضد «سطوة الحكومة المصرية وتواطئها ضد المتظاهرين»، بحسب بيان لتحالف ثوار مصر. وقال مراد منصور، 23 عاما، «الإخوان باعوا المتظاهرين في محمد محمود مرتين»، في إشارة منه لعدم مشاركة الإخوان في تظاهرات العام الماضي. وخرجت تظاهرة الإثنين، قبل أن تتحول لأحداث شغب، لإحياء ذكرى اشتباكات شارع محمد محمود قبل عام التي سقط فيها 45 قتيلا ونحو 3000 مصاب، كما طالبوا بالقصاص العادل لقتلة المتظاهرين وإصلاح وزارة الداخلية.