دعا الخبير بمجمع الفقه الإسلامي وعضو مجمع فقهاء الشريعة أستاذ المعهد العالي للقضاء الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، دعا العالم الغربي إلى التسليم بوجود ثقافات مختلفة فاعلة تحفظ للإنسان حقوقه وتصون كرامته، وحثهم على الاعتراف بأن بعض قوانينهم تنتهك حقوق الإنسان، مستشهداً ببعض دعاوى حقوق المرأة التي قال إنها لا تضمن لها حقوقاً عادلة. جاء ذلك في محاضرة نظمها فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة المدينةالمنورة بعنوان «حقوق الإنسان في السيرة النبوية» بقاعة الملك سعود بالجامعة الإسلامية في مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان وأدارها الدكتور محمد سالم العوفي المشرف العام على جمعية حقوق الإنسان بالمدينة. واعتبر النجيمي أن إشكالية الدول الإسلامية مع النظرة الغربية لحقوق الإنسان هي في ربطها بالمفهوم والثقافة والنظرة الغربية لتلك الحقوق، مؤكداً سعي دول عديدة غير إسلامية كالصين والهند وبعض دول إفريقيا إلى التصدي لهذا الربط، مضيفاً أن المملكة سعت إلى أن تعمل منظمات حقوق الإنسان بمعايير توافقية لا تفرضها ثقافة معينة، وهو ما دعاها إلى التحفظ على مادتين في اتفاقية السيداو لتعارضها مع الشريعة الإسلامية. وأقرّ النجيمي بكثرة المنصفين في العالم الغربي خاصةً من كان منهم «غير مسيّس وغير متصهين»، مستدركاً بحاجتهم إلى من يوعّيهم بوجود ثقافات أخرى لا يمكن إغفالها، ومستدلاً بأن الغرب في الجانب الاقتصادي مؤمن تمام الإيمان بضرورة إسهام الدول السبع الكبرى في إدارة الاقتصاد العالمي كلّ دولة بتجربتها وثقافتها الاقتصادية، لكن حينما يأتي الأمر إلى حقوق الإنسان وقوانينها فإن مثقفي الغرب لا يؤمنون إلا بقوانينهم وثقافتهم التي يحاولون فرضها على غيرهم.