دفعت « لقمة العيش عددًا من اطفال المدينةالمنورة لترك مقاعد الدراسة والذهاب الى سوق الخضار لحمل صناديق الفاكهة وبيع كراتين المياه مستعذبين أعمالهم المرهقة وقال طلاب « للمدينة « إن دوافع عدة دفعتنا للعمل منها التفاعل مع ظروف أسرنا المعيشية ورد جميل الآباء الصابرين كما أننا نعمل ولا نتسول ونشعر بالسعادة ونحن نحمل ريالات التعب بأيدينا ..من جانبهم وصف معلمون ومشرفون عمل الأطفال فى هذه المرحلة العمرية بالأمر الخطير مطالبين بتدخل التعليم والجهات المعنية للحيلولة دون استمراره مشيرين الى القوانين الصادرة بمنع عمل الصغار فى الاعمال المرهقة التى لا تتناسب مع امكاناتهم الجسمية.. المدينة التقت عددا من الصغار داخل سوق الخضار واستمعت الى أصواتهم. وحيد والدتي الطفل ريان بخش يقول إن عمله بالصباح يحرمه من مشاركة أقرانه الاستمتاع بالدراسة، حيث يتطلب عمله الذي يبدأ في ساعات النهار الأولى النوم مبكرا. وأضاف أنه راض عن العمل الذي يؤديه، وأنه يساعد والديه بما يستطيع، لأنه وفي النهاية لا يمكن للمرء أن يكافئ إحسان والديه مهما فعل كما يقول. ويقول صديقه فهد انه وحيد والدته وان والده متوفى وهو الذي يعيل والدته يعمل بالصباح بسوق الخضار وبعد الظهر يذهب لبيع الماء امام اشارة المرور ويشكو من قسوة العمل المتمثل في حمل الأثقال « صناديق زجاجات الماء أمام إشارات المرور وإيصالها الى السيارات وبيعها أمام الإشارة. أنا فخور وقال فهد بأنه فخور ويصف بأن بعض الذين يطلبون الماء يعطفون عليه ووصفهم بالكرماء الذين يدفعون له أجرا أكثر من زجاجة الماء. وأضاف أن تعليمات والدته التي تحضره امام الإشاره بعد الانتهاء من عمل سوق الخضار تقضي بأنه يجب ان يبيع كمية كبيرة من الماء، غير أنه لم يلتزم بها، لأن بعض المتوقفين امام الإشارة على حسب قوله يقدرون صغر سنه، ويدفعون له ما يرضيه ويعوضون عن بيع كميات اكثر ويقول بأنه يعمل حتى العصر وهو راض كل الرضا عن عمله. مصاريف البيت الطفل أسامة والذي يعمل بنفس المكان قال إنه يعين والديه بمصاريف البيت، وبأنه يواجه مشاكل كثيرة منها حمله لأثقال الفواكه التي تتعبه وأنه يتحمل كل شيء حتى يجد بعض من الريالات ويقول بأنه عمل متعب جدا، والده كل يوم يحضره هنا من بعد صلاة الفجر حتى الظهر ويرجع على قدميه هو وعربته الى بيتهم قاطعا الطريق السريع مواجها الخطر من أجل لقمة العيش. أمر مؤسف المعلم محمد حسن( معلم تربيه بدنية) قال إن بعد الأطفال عن الدراسة امر خطير يهدد مستقبلهم فالعدد يزداد سنويا، ويقول بأنه يجب أن يكون هناك تدارك للأمر من قبل ادارة التربية والتعليم للتنسيق والتواصل بين الإشراف التربوي و اولياء الأمور.وتقول المعلمة هنادي عبدالعزيز مكي - معلمة رياضيات - بأن الطلاب يجب أن يكونوا تحت سقف التعليم وأن بعدهم عن التعليم وتوجههم للبيع أمر مؤسف فسنهم لا يسمح بتحمل المشقة. رفقاء السوء المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بالمدينةالمنورة فيصل الشريف أرجع ظاهرة التسرب من المدارس في بعض مدن المملكة والتي تختلف حدتها من مرحلة الى اخرى الى رفقاء السوء او تعامل بعض المعلمين مع الطلاب بطريقة غير تربوية وقد يكون السبب تزايد الأعباء الاقتصادية على ولي الامر ما أثر على الأبناء لطلب كسب العيش وأوضح بأن عمالة الأطفال في سن مبكرة تبدو قاسية عليهم.