لوحظ في عسير مؤخراً ممارسة أطفال من سن العاشرة وما فوق بيع الفواكه الصيفية سواء مع ذويهم أو لوحدهم، رغبة منهم في تحسين دخل أسرهم المادي. يقول "علي العسيري" صاحب مزرعة ولدية بسطة لبيع الفاكهة : إنه يصطحب أبناءه للعمل معه في بيع الفواكه، وخصوصاً أنهم في إجازة ولديهم متسع من الوقت يتعلمون فيه قيمة وأهمية الاعتماد على النفس، مضيفاً أنه يمنحهم بعض المال كمكافأة على جهدهم. وأكد "أحمد حيدر" صاحب بسطة أنه يتيح فرص عمل لبعض طلاب المدارس في الصيف وبراتب 60 ريالاً في اليوم، لكنه يحسن التعامل معهم كأبنائه تماماً، مشيراً إلى أنه يعتبر ذلك فرصة لهم للتدرب على العمل بدلاً من التسكع في الطرقات وقضاء وقت الفراغ فيما لا ينفع. من جهته أوضح "حاتم عبدالله" أحد الأطفال الذين يعملون ببيع الفاكهة على طريق السودة، إنه اضطر لبيع "البرشوم" لجلب دخل إضافي لأسرته، حيث يبدأ العمل هو وشقيقه من الحادية عشرة صباحاً إلى منتصف الليل تقريباً، مضيفاً أجلب الفواكه من المزارع المحيطة بمنزل والدي. أما الطفل "سعود عسيري" يعمل في بسطة في سوق الخضار في أبها هو ومجموعة من الأطفال فتحدث قائلاً: إن جهدهم هو لصالح أسرهم، حيث يبكرون في الحضور صباحاً ويمكثون إلى حوالي السادسة مساءً، أما ما يجنونه من مكاسب فتتراوح ما بين 60 إلى 80 ريال يومياً، مؤكداً أنه وزملاؤه سعداء بهذا العمل لأنه يمنحهم شعوراً بالمسؤولية تجاه أسرهم ويمنحهم خبرات ومهارات في التعامل مع الناس. وأكد "يحيى آل مهدي" مزارع أن العديد من الأسر محدودة الدخل تستفيد من أطفالها في بيع محاصيلها الزراعية، موضحاً أنه يدرب ابنه في أوقات فراغه، بل ويقف معه على البسطة لبيع الورود والفواكه والخضراوات، ذاكراً أن عمل الأطفال فيه مخالفة للقوانين الدولية، ولكن حاجة بعض الأسر في المنطقة تجبرها على تشغيل أبنائها أحياناً، مشدداً على أهمية توعية الأسر بتبعات عمل الأطفال والمدة والطاقة التي يمكن أن يتحملونها، حتى لا يتم إرهاقهم بالاعمال المضنية باسم التدريب على البيع والشراء أو الاستفادة منهم وقت الصيف. وفي السياق ذاته قال مبارك المطلقة مدير عام المديرية العامة للزراعة في منطقة عسير: إن موسم الزراعة في هذا العام أثمر العديد من المحاصيل الزراعية من الخضراوات والفاكهة التي تشتهر بها المنطقة، مستطرداً أن كثيراً من أبناء المزارعين يستغلون الصيف لمساعدة أسرهم في بيع تلك المحاصيل، وهو أمر لا بأس به، شريطةَ ألا يؤثر على تعليمهم وسلوكياتهم وطفولتهم التي لها احتياجاتها ومتطلباتها من مرح ولهو، معتبراً استغلال بعض الأسر لأطفالها بتشغيلهم عند آخرين فيه مخالفة لقانون العمل الدولي، الذي يحظر عمل الأطفال في سن صغيرة، مشيراً إلى أن من يعمل مع أسرهم وبدون أجر لا يُعتبر أجيراً، لأنه يساعد أسرته، وهذا أمر يكسب الطفل مهارات في التسويق والبيع والشراء والاعتماد على النفس ومهارات التواصل مع الآخرين وخبرة في الحياة، إلى جانب استغلال وقت الإجازة في أعمال مفيدة، مؤكداً أنهم لم يصادفوا حالات لتشغيل أطفال خارج نطاق أسرهم أو كأجراء.