الطفل أمانة في أعناق والديه، فعلى الأسرة حقوق يجب القيام بها من أجل الحفاظ على حياة الطفل، ولعل من بعض الحقوق التي يلزم الوالدان القيام بها ما جاء في اتفاقية حقوق الطفولة والتي عقدت عام 1989م ونصت على أنه يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال، ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد، كما يحظر في جميع الأحوال حمله على العمل، أو تركه يعمل في أية مهنة، أو صنعة تؤذي صحته، أو تعليمه، أو تعرقل نموه الجسمي، أو العقلي، أو الخلقي، ولكن هذا الكلام لا يعني شيئا لأولياء الأمور الذين ألقوا بفلذات أكبادهم على مفترق الطرق، وأمام الإشارات الضوئية (إشارات المرور) من أجل ماذا؟ من أجل تسويق بضاعة قد تكون قوارير ماء، أو علب مناديل، أو نحو ذلك، متناسين إما جهلا أو تجاهلا ما يتعرض له هذا الطفل من مخاطر جسيمة كالدهس، أو حرارة الشمس الحارقة، أو عوادم السيارات الملوثة؛ لذا فإن كل من يشاهد هذه المناظر المؤسفة يدور في فكره عدة تساؤلات: هل سيطر حب المال على مبدأ الأبوة حتى أصبح جمع المال أهم من حياة هذا الطفل؟! أين الجهات المختصة لحماية هؤلاء الأطفال من هذه المخاطر؟ أليس في هذا الأسلوب الذي يسلكه هؤلاء الأطفال تعويد لهم على أساليب التسول والاستجداء في سن مبكرة؟! لا يملك من سطر المقال لهذه التساؤلات جوابا. ولكن كان لزاما على من ضحى في ابنه مقابل ثمن علبة منديل أن يجيب على تلك التساؤلات!. محمد حمدي السناني المدينةالمنورة، باحث في مجال التربية