في ظلمة الليل الهزيلِ أقدِّسُ الناياتِ أركضُ في سطور الماء أبْلعُ رغبتي وأظل بين الحاء والباء البعيدة راحلاً تستنطقُ الكلماتُ وجهَ الصبحِ تشتعلُ الحروف لأجلها وأكونُ في السطر الأخير من الغياب فراغَ أيامي ليكتملَ المساءُ المرُّ بالأمر الحزينْ .... ويجيءُ من نبض المواجع شمسُها تستنشقُ الأزهارُ ذاكرةَ الكلامِ تراودُ الأنفاسُ طهرَ عبيرها ليكونَ إكليلُ الزمان برأسها وهَجَ السنينْ ..... وأكونُ منفرجًا على الأناتِ يُرجعني الطريقُ إلى صخور الأمسِ ينغلقُ الطريقُ أمام راحلتي وأصبحُ مثل شمعٍ قد تقاطر دمعها في الرملِ أسكنُ بين فاصلتين من لغتي ويسكنني الحنينْ ......... وأظلُّ في صمت المساء حكايةَ الهمساتِ عند براءة الصبيان حين يجيء بالحدث القديم غباءُ راويةِ المكانِ يكونُ منفطرَ اللسانِ على نهاية كاذبٍ لا يتقن الفنَّ الجميلَ فينزوي في عشب ذاكرتي الأنينْ. ...... كم غاب عن أَلَقِ التواجدِ صوتُها فأذوب من هول الفجيعة صارخًا في الوحدة العمياءِ حتى يستفيقَ صدى الأماكنِ بالتغرب ثم ينسلخُ الحياءُ عن الجبينْ: .... عودي إلى الكلمات طاهرةً فإن الحب أجمل ما يكون إذا تطهر بالوصالِ كوردةٍ قد شفَّها قُبَلُ الرياحِ مع الربيعِ فتنْبُتُ الأزهارُ ما بين الحقولِ لتُعلن الحرف البليغَ وينجلي خبثُ السوادِ عن البياضِ أكونُ آخرَ خطوةٍ في درب سجاني أُطلُّ على الحياةِ مبشِّرًا بالنورِ في لغةِ السجينْ