لمحت تركيا أمس- بشكل غير مباشر- الى التدخل «فيما إذا صار الوضع في سوريا يهدد الأمن الإقليمي بالخطر»، ودعت الرئيس السوري بشار الأسد الى «معاقبة» قتلة المعارضين، والمباشرة فورا بالإصلاحات «إذا كان صادقا». وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن بلاده لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، «لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون في وسعنا أن نقف مكتوفي الايدي». وأضاف داود أوغلو للصحافيين في اسطنبول «تركيا لديها مسؤولية، ولديها السلطة لان تقول لدمشق كفى، إذا عرضت أمن تركيا للخطر بسبب القتال الذي تشنه سوريا على شعبها وإجبار الناس على الفرار من البلاد». وتابع وزير الخارجية التركي، قاصدا الرئيس السوري، «إذا كان صادقا فسيعاقب فورا قتلة» المعارضين، و«سيوافق على نشر مراقبي الجامعة العربية». وأضاف «ما زال بامكانه ان يفعل ذلك». اجتماع في الدوحة اليوم يأتي ذلك، فيما تستعد اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري لعقد اجتماع عاجل اليوم في الدوحة، بحضور الأمين العام نبيل العربي لتحديد موعد عقد جلسة لمجلس الجامعة في القاهرة لاتخاذ قرار حاسم بشأن «المراوغات السورية»، بحسب ما أسرّ مصدر دبلوماسي عربي ل القبس. وكانت بغداد دخلت الخميس على خط الوساطة بين الجامعة ودمشق. وأعلنت أثناء استقبالها العربي استعدادها لمناقشة الحكومة السورية بشأن المبادرة العربية وفعل اللازم «لإزالة جميع العقبات» أمام تطبيق الخطة العربية لوقف العنف. وفي هذا الإطار كشف المصادر الدبلوماسي ل القبس أن الجامعة رفضت الشروط التي وضعتها سوريا لتوقيع بروتوكول المراقبين، خاصة «طلب إلغاء العقوبات، وإنهاء تعليق عضويتها بالجامعة ومنظماتها». وأكد المصدر أن مثل هذه الشروط تعني إصرار دمشق على لغة التشدد وعدم إبدائها أي مرونة تجاه حل الأزمة، التي تتصاعد بصورة خطرة جراء استمرار مسلسل القتل الممنهج الذي تقوم به قوات الأمن النظامية. وكرر المصدر أن الدول العربية لا تريد أي تدخلات أجنبية، ودلل على ذلك برفض الأمين العام مطلبا أوروبيا لعرض الأمر على مجلس الأمن. ولفت الى أن العرب سيواصلون الضغوط على دمشق من أجل تليين موقفها. ويراهنون في الوقت نفسه على حدوث تغييرات داخلية قد تعفي الجامعة من عواقب أي تصعيد مقبل. سوريا قوية سبق ذلك تصريح للأسد قال فيه إن «سوريا قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله- لدى استقباله وفدا من دروز لبنان (مساء الخميس)- إن بلاده «قادرة على تجاوز ما تمر به، ولن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوطات».