في بادرة جميلة من معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه دعيت ومجموعة من زملائي الكتاب والإعلاميين لحضور عرض عن برنامج حافز ، وتنظيم عمل المرأة في محلات بيع المستلزمات النسائية .. وكان في مخيلتي وأنا ذاهب لهذا اللقاء بأنني سأعود مثلما ذهبت محملا بالأمنيات والتمنيات وان برنامج حافز ما هو إلا مساعدة مالية للعاطلين ... وان من شأنه ترسيخ ثقافة الكسل و الاتكالية ويزيد من تفاقم المشكلة وقد يؤدي في النهاية إلى زيادة نسبة البطالة وليس القضاء عليها ، وكان في جعبتي كثير من الأفكار والمقترحات .. ولكن وبكل صدق وأمانة حالما أسدل الستار وبدأ العرض من معالي الوزير بسرد تفاصيل هذا البرنامج تبخرت أفكاري أمام تفاصيل ومكونات هذا البرنامج المتكامل ... برنامج جبار نعم جبار وفذ ... يعبر عن رؤية استراتيجية تحفيزية لشبابنا وشاباتنا نحو حياة مشرقة وغد أفضل ويرتكز على ثلاثة محاور : مخصص مالي لدعم وتحفيز الباحثين عن العمل وذلك وفق توجيه خادم الحرمين الشريفين في هذا الخصوص برامج تدريب وتأهيل خلال فترة استحقاق هذا المخصص توفير فرص وظيفية مناسبة من خلال وسائل متعددة فالدعم والمخصص المالي ليس هو الأساس الذي يلبي طموحات أبنائنا ، ولكنه محور تحفيز للمثابرة في تحسين قدراتهم وتنمية طاقاتهم من خلال برامج تدريب وتأهيل ، تنمي فيهم التطوير من حيث الأداء والفكر والانضباط ، تقوم بها شركات عالمية تم التعاقد معها في هذا الخصوص ويتزامن هذا مع محرك بحث ضخم وعملاق يتم من خلاله التعامل مع أكثر من مليون سيرة ذاتية للباحثين عن عمل تتم معالجتها عبر تعاقد وزارة العمل مع شركات توظيف عالمية فتحت حتى الآن ثمانية فروع ومراكز توظيف في مختلف مناطق المملكة والخطة أن تصل إلى مائة مركز توظيف قريبا ، تتعامل مع قاعدة بيانات ضخمة من حيث التواصل والمتابعة وتحديث المعلومات والتوجيه للمقابلات الشخصية الخاصة بالتوظيف ... من الصور الجميلة لحافز ان مبدأ الثواب والعقاب من المقومات الرئيسية التي ارتكز عليها هذا البرنامج إذ إن أي إهمال وعدم التزام في حضور دورة تدريبية أو حضور مقابلة شخصية لوظيفة سيخصم من المخصص المالي للباحث وإذا تكرر ذلك أكثر من أربع مرات يستبعد من البرنامج ويلغى المخصص كليا لان ذلك يدل على عدم حرص واكتراث المتقدم للهدف الرئيسي للبرنامج ... وما اثار تعجبي بل وأزعجني إن المرأة تشكل ثلثي العاطلين عن العمل وهو ما قد يفسر التوجه الاستراتيجي للدولة نحو التوسع في عمل المرأة وضرورة إشراكها بشكل فعال في عملية التنمية ، واعتقد إن قرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية يمكن أن يستتبعه قرارات تنصب في التوسع في عمل المرأة في مجالات أخرى متعددة وبما لا يتعارض مع قيم الدين الحنيف وتقاليد المجتمع ... الشباب والشابات عماد هذا المجتمع وتهيئة وتنمية هذا الجيل وتوفير فرص العمل المناسبة له للمساهمة والمشاركة في عملية التنمية والنهضة التي تشهدها بلادنا الغالية واجب وهدف وطني يجب أن تتضافر وتعمل من خلاله جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة جنبا إلى جنب وعلى حد سواء لاستيعاب هذه الأعداد عبر التوسع في خلق فرص وظيفية فاليد الواحدة لا تستطيع التصفيق ، كما إن التركيز على شريحة الشباب من سن ( 20 – 35 ) ينصب في كونهم مكنة العمل لأي مجتمع ، فهم الفئة الأولى بالرعاية وهو ما ركز عليه البرنامج في ضوابطه والتي اعتقد انه راعى فيها المصلحة العامة خاصة خلال هذه الفترة التي تعج بأعداد ضخمة من العاطلين من هذه الفئة السنية ... وبعيدا عن الانتقادات وقسوة بعض الأقلام على ضوابط وأسلوب عمل البرنامج والتي اعتقد أنها انطلقت من ما نكتنز من عاطفة فياضة تعودنا عليها ثقافة وممارسة وأسلوبا ، بعيدا عن ذلك دعونا نتعامل مع هذا البرنامج بواقعية وعقلانية لمصلحة الجميع فالبرنامج أنشئ من اجل هدف واحد هو تحفيز الباحثين عن العمل على العمل وليس مجرد الحصول على إعانة أو مساعدة ، فالهادفون للحصول على المال فقط من خلاله لا مجال لهم فيه وهناك وسائل وجهات خصصت لهذا الغرض يمكن لهم التوجه إليها ، دعونا نصحح مفاهيمنا في تناول مثل هذه الأمور بشكل أكثر واقعية وعندما ننتقد يكون الانتقاد بموضوعية تخدم أي فكرة أو قضية أو مشروع أو برنامج بعيدا عن الاندفاع لمجرد الاندفاع ، فالخطوات الحديثة علينا تشجيعها لتنجح وتعيش بدلا من وأدها في مهدها ... فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ...