قال مصدر رفيع المستوى في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية في تصريح خاص ل «المدينة»: «إن ما حدث من عضو الهيئة تجاه الطبيبة نورة المسلم أمام مقر عملها في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، خطأ وسوف نتلافى مثل هذه الأخطاء مستقبلًا». وأضاف: «نحن نتعامل مع الناس بمختلف فئاتهم العمرية وأجناسهم ودياناتهم على خط تماس بشكل يومي طيلة أيام العام في الميدان، فهل يعد حدوث واقعة او زلة او خطأ، منقصة؟ فايام العام كلها نجاح ويوم واحد فيه تعثر لاي احد من اعضاء الهيئة، فكيف اذن نقيس حسن الاداء من عدمه الا من هذه المؤشرات، فكلنا خطاءون، ومن يسير يظل عرضة للتعثر ومن لا يسير لن يتعثر». وبين أن هناك ترتيبات بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعة الدمام التي يتبع لها المستشفى وإمارة المنطقة الشرقية بخصوص هذه القضية. المستشفى: لكل حادث حديث وفي الوقت نفسه أكد مدير عام مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور خالد مطر في تصريح ل «المدينة» أن هناك اتصالات رسمية بدأت بين المستشفى والجهات المعنية بخصوص هذه القضية وتم رفع خطاب مباشر إلى فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية بخصوص هذا الموضوع، «ولم يصلنا أي رد رسمي إلى الان». وقال: الطبيبة لم يثبت عليها شيء إلى الان والتحقيقات مستمرة، رغم اننا طلبنا توضيحا واستفسارا من الهيئة لما حدث من خطابات رسمية، وفي حال اتضح أن الطبيبة على خطأ ومدانة فلكل حادث حديث، أما لو اتضح انها على حق فسوف تأخذه، فهناك مرجعيات حكومية تنظر في القضية، والطبيبة في نهاية المطاف مواطنة مثلها مثل أي مواطن سعودي. الجامعة: هدفنا منع تكرار الحادثة من جهة أخرى قال مدير العلاقات العامة والإعلام بجامعة الدمام إبراهيم الخالدي: «نحن لا نريد أن ننزلق وندخل في نفق مظلم، فالطبيبة حفظنا لها حقوقها، وهي متواجدة في المستشفى تمارس عملها كالمعتاد، ولا يوجد أي إجراء جديد حتى الآن، فالموضوع الان بيد الهيئة، ونحن بدورنا طمأنا د. نورة وهي طبيبة معروفة في المستشفى». وأكد الخالدي انه اذا كان لها حق سوف تأخذه، فالقضية واضحة، ونحن لا نطالب بعقوبات أو غيرها، سوى ضمان عدم تكرار الامر في المستشفى، واذا اخطأ أحد يحاسب على تقصيره، واذا كانت الطبيبة مقصرة لا بد لها من مساءلتها فجميع الامور مفتوحة حتى الان ولا توجد اي معلومة صريحة. وبالنسبة للطبيبة لم يتم استدعاؤها من أي جهة حكومية، وهي متواجدة في المستشفى ولديها مرضاها في العيادة يراجعونها على مدار الاسبوع. إهانة وتشهير وكانت الطبيبة نورة المسلم (تخصص المخ والأعصاب) قد أوضحت في تصريح صحفي يوم أمس الأول أنها رفعت كامل تفاصيل قضيتها لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية نتيجة تعرضها إلى الإهانة والتشهير من غير مبرر - على حد قولها -خاصة وانها كانت تودي عملها على أكمل وجه. وقالت إنها كانت تقف أمام البوابة الخارجية للعيادات الخارجية، وتهم بالذهاب لسيارتها التي تقلها للبيت، عندما استوقفها احد أبناء مريضاتها للسؤال عن عيادات الجراحة، وكانت أمه تجلس على كرسي داخل العيادة تنتظر عودة ابنها، وفوجئت بهجوم رجل الهيئة وسؤالها عن إثباتها الشخصي وطلبه جهاز الجوال دون أن يثبت هويته لها. وأكدت أنها أوضحت له الموقف إلا انه أصر وبشدة على طلبه وأشار لها بالسكوت رافعا إصبعه، مما جعلها تستغيث بأطباء كانوا خارجين للتو من المستشفى للتصدي له. اتهمني في شرفي وأردفت: أن رجل الهيئة اتهمني في شرفي حين أصر على سحب جوالها وكأنه يوقن بأن علاقة غير مشروعة بيني وبين الشخص الآخر مما يدعوني للرفع لسمو أمير المنطقة الشرقية لرد اعتباري كمواطنة شريفة أولا وكطبيبة أمارس عملي المهني بكل إنسانية. وقالت المسلم: أمارس مهنتي منذ فترة في المستشفى، وأنا من الطبيبات المتفوقات وسبق أن كرمتني جامعة الدمام ولم أتعرض لمثل هذه التهجمات غير المسؤولة من رجل هيئة والذي من المفترض أن يقوم بعمله بطريقة حضارية ويتعامل مع الناس حسب مستوياتهم العلمية ويتفهم الموقف قبل تهجمه على الناس وتوزيع التهم يمنة ويسرة من غير تثبت.