قال تعالى: (هم العدو فاحذرهم) إن أكبر خطر هدد الأمة الإسلامية في جميع الأزمان هو: النفاق، والآية السابقة حصرت أولويتهم في العداوة، ولهذا كان مصيرهم يوم القيامة أسوأ مصير في الدرك الأسفل من النار، لأنهم شر من الكفار الصُّرَح، فبلية المؤمنين بهم أعظم من بليتهم بالكفار المجاهرين، لأنهم لا يظهرون ما يعتقدون، يعملون في الخفاء، ويظهرون لباس الإخوان والأصدقاء فهم مستأمنون لا يحسب لهم حساب ولا يراقبون ولا يحترز منهم إلا القليل من المؤمنين، والعدو المخالط المداخل المساكن أخطر وأشد كيدًا من العدو الظاهر البعيد، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان).