* الملاحظ أن معظم حوادث الحريق الكارثية التي شهدها مجتمعنا المحلي منذ حادثة مدرسة «جلاجل» ومرورًا بمتوسطة مكةالمكرمة (31) و»براعم الوطن» في جدة هي حوادث خاصة بمدارس البنات، أدت إلى مآسي عانت منها أسر عدة وأثارت رعبًا بين الطالبات لأبسط أنواع الحرائق.. والسؤال: لماذا مدارس البنات دون غيرها..؟! * أرجو أن لا يفهم من تساؤلي هذا وكأني أطالب بالعدالة في حدوث الحرائق بين البنات والبنين.. معاذ الله فروح إنسانية واحدة عندي لها من القيمة ما يعادل وزن الأرض «ألماسًا»، غير أن تساؤلي هو استغراب بحجم الوطن وقيمة أبنائه، رجالًا ونساءً، وبضخامة الميزانيات التي توفرها الدولة للقطاعات المعنية بهذه الحوادث، تربية وتعليم، دفاع مدني، بلديات.. إلى آخر ذلك. * من الواضح أن القوانين والأنظمة التي وُضعت من الجهات المعنية بمدارس البنات، ليس التعليم وحده فقط، لها دور كبير في النتائج الكارثية التي تفرزها الحرائق والحوادث في مدارس البنات عن غيرها من مدارس البنين.. فالحرائق كما الحوادث الأخرى من تزاحم وتدافع تحدث في كل بيئة ومكان بسبب أو لآخر لكن توفر وسائل الأمن والسلامة يمنع إلى حد كبير حدوث نتائج كارثية، موت وحرق وعاهات. * فمدارس البنات وبدون استثناء تكاد تكون خالية من وسائل السلامة سواء في المنشآت كبناء كأن تكون فيلا أو عمارة مستأجرة أو غير مطابقة لمواصفات المدارس الآمنة في مداخلها ومخارجها سواء للطوارئ أو للفصول العادية ورأينا كيف كانت فصول الطابق الأرضي من مدرسة براعم الوطن «مشبّكة» بالحديد الذي لا يمكن أن يسمح إطلاقًا بخروج طالبة أو دخول مُنقذ.. أو أن تُقفل كافة المداخل والمخارج أثناء وجود الطالبات داخل المدرسة ولا تفتح إلا في الصباح قبل الدخول وبعد الظهر عند الخروج.. كما حدث مع المدرسة (31) المتوسطة في مكةالمكرمة شرفها الله. * لذا آمل من سمو وزير التربية وهو الرجل المعروف بحيويته ونشاطه أن يشدد على كافة الإدارات الهندسية في الوزارة والإدارات المعنية بالموافقة على التراخيص وإدارات الإشراف التربوي بإعادة النظر كلية في الشكل العام لمدارس البنات وأن تكون وسائل الأمن والسلامة أحد أهم الشروط التي بدونها لن يمنح ترخيص أو موافقة على استمرارية العمل لأن الروح الإنسانية «غالية» جدًا، رجالًا ونساءً.