قال الضَمِير المُتَكَلّم: بداية صناعة الإنسان والحياة، وأساس طريق النجاح يبدأ بالقضاء على الفَرَاغ والتخطيط الجيد للأهداف؛ وذلك من خلال تحديدها، ورسم وسائل الوصول لها. فمِما قَرأت: أن الأهداف أو الطموحات عمومًا تدور وتتعلق بالدين والعبادة، أو العائلة، أو لها ارتباط بصلة الرحم، أو قد تكون شخصية تتعلق بتطوير القدرات في التعامل مع الآخرين، أو لها صلة بالمجتمع، أو بالعمل، أو أهداف صحية وبدنية، أو أمور المالية، أو سكن، أو ترويح، وهكذا.. تلك الجوانب هي عادة ما تساهم في تطوير الإنسان، وتُحدد أهدافه بها. ولأجل تحقيق الأهداف؛ ابدأ برسم هدفك في كل جانب من جوانب الحياة؛ بحيث لا يطغى أحدها على الآخر، ليكون هناك توازن بين تلك الأهداف؛ ثم عليك باتباع الخطوات التالية: أولا: ضع لنفسك (3 أهداف) تطمح لتحقيقها في كل جانب من الجوانب سابقة الذكر؛ فمثلاً هدفك الديني: (المحافظة على صلاة الفجر، أو حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو أداء فريضة الحج). ثانيا: رتب هذه الأهداف حسب الأهمية ولنقل مثلاً (المحافظة على صلاة الفجر، حفظ القرآن الكريم، الحج)! ثالثا: اكتب هذه الأهداف في ورقة خارجية مرتبة حسب الأولويات ورتب الأهداف الكلية لكل الجوانب حسب الأهمية مثال ابتدئ بالهدف الديني ثم الهدف المالي ثم الهدف الاجتماعي ثم الهدف الترفيهي، وهكذا.. رابعا: ضع هذه الأهداف في إطار زمني محدد، مثال: لتحقيق الهدف الديني أحتاج لفترة (3 أشهر، ولهدف السكن أحتاج سنة واحدة). خامسا: اكتب لنفسك أسفل الأهداف الأسباب الحقيقية التي تدفعك بقوة لتحقق هدفك، فمثلاً من أهدافك: امتلاك بيت؛ والسبب الإحساس بالأمان لي ولأولادي من بعدي. سادسا: اكتب العوائق التي يمكن أن تمنعك من تحقيق طموحك؛ فهدفك (صلاة الفجر مع الجماعة) من عوائقه السهر ليلا، التعب والإجهاد، عدم وجود من يساعد على الاستيقاظ للفجر. سابعا: حدد إمكانياتك والتضحيات التي يمكن أن تقدمها في سبيل تحقيق هذا الهدف، مثال: صلاة الفجر، التضحيات: النوم المبكر وترك التأخر في السهر على التلفاز والدواوين، وشراء منبه، والنوم على طهارة، والعزم القلبي على الاستيقاظ. ثامنا: اجمع مزيدًا من المعلومات حول الموضوع، واستفد من أصحاب الخبرات وممن سبقك؛ فمثلاً إذا كان هدفك شراء منزل؛ فاسأل من سبقوك واستفد من خبراتهم، لتبدأ من حيث انتهوا. تاسعا: بناء فريق دعم خاص بك لجمع المعلومات وتوفير الاحتياجات، قد يكون هذا الفريق هو الزوجة والأولاد وابتعد عن المثبطين. عاشرا: ضع تاريخًا محددًا مكتوبًا للبداية والنهاية من أجل مراقبة مدى التغير والإنجاز، وقم بتقسيم التنفيذ إلى مراحل مجزأة لها بداية ونهاية. الحادي عشر: لا بد من وجود صورة ذهنية عن نفسك وأنت قد حققت الهدف، وصورة ذهنية لهذا الهدف الذي تريد تحقيقه، واقنع نفسك وعقلك الباطن قبل البداية بأنك قد حققت هذا الهدف، وكرر ذلك في كلامك مع نفسك بصيغة إيجابية، وابتعد عن الصيغة السلبية؛ حتى تبرمج عقلك الباطن على الصورة الذهنية التي تريدها، مثال: (هدف سكني) تتصور بأنك قد ملكت البيت وسكنته؛ فتقول: (أنا عندي منزل، ولا تقل سوف يكون عندي منزل). الثاني عشر: ليكن هدفك معقولاً وحقيقيًا وليس من الخيال، ويمكن أن يُقاس لتعرف كم حققت من هذا الهدف كله، ثم ليكن هدفك مشروعًا، لا محرمًا حتى يبارك الله لك فيه. الآن استعن بالله، وتذكر أن الوقت لا يتوالد ولا يتجدد ولا يعود للوراء ولا يتوقف، وردّد قول شوقي: دَقَاتُ قَلب المَرءِ قائلةٌ لَه إِنّ الحَياة َدقائِق وثوانِي إذا فعلت ذلك سوف تذهل من النتائج التي تحققها، وسوف تصل بإذن الله لمحطات نجاحك. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة..!! تويتر: @aaljamili [email protected]