قال الضَمِير المُتَكَلّم: اليوم نهاية العام الهجري، وتلك فرصة ليعيد الإنسان حساباته، ويبدأ صناعة حياته من جديد، على جميع المستويات؛ هناك اقتراح بخطوات؛ تعالوا نعيشها سويًّا: ( 1 ) اختر من وقتك اليوم (ساعة)، انفرد بنفسك، خذ نَفَسًا عميقًا، عِش لحظات صِدق وصفاء وشفافية، أغمض عينيك وانسَ من حولك، نعم الآن تدارس مع نفسك، فصول ومشاهد عامك الفائت؛ فهل حققت على مستوى علاقاتك الإنسانية شيئًا من طموحاتك؟! هل كنت وفيًا مع أسرتك وأصدقائك ومجتمعك؟ هل أضفت إلى قائمة أرباحك علاقات إنسانية وصداقات جديدة؟! هل ساهمت في برامج خدمة المجتمع؟! هل حصل بينك وبين أحدهم أيًا كان خصومة، ترتب عليها فُرْقة؟! بعد أن تجيب على تلك التساؤلات، وفي هذه اللحظات أرجوك التكرم بفتح عينيك، انظر أمامك هذه شمس الأمل والتفاؤل تلوح في أفقك، وتُشرِق من جديد! نعم أنت تراها.. أنت تلمسها.. صدقني أنت تفْعَل ذلك، فقط خَذ نفسًا عميقًا، اطرد كل الأنفاس التي تحمل أي غضب أو حقد على أي أحد! أرجوك لا تجعل الذاكرة تستعيد حكاية وتفاصيل المشكلة، لا تقل: هو السبب؛ بل أنت (تَسَامَى)، وبادر الآن بالاتصال به، وتصفية ما عَلِق في النفوس!! إذا أتممت عمليات التّصفية النفسية، فقد تهيأت لبداية عامك الجديد، كَرَمًَا هَات ورقة وقلمًا، واكتب اتفاقًا إنسانيًا (أنت طرفه الأول، و(نفسك) طرفه الثاني؛ ومنه: (خلال عامي هذا سوف أصدق مع نفسي، أقترب أكثر من أسرتي، وسأحافظ على صداقاتي، مقدمًا في كل علاقاتي حُسْن النية، بل سوف أزيد من رصيد علاقاتي الإنسانية وصداقاتي، وسوف أفتح نوافذ من حياتي لخدمة العمل المجتمعي في وطني). (فضلًا) وقّع الآن، أشكرك. ( 2 ) لُطفًَا أعد إغلاق عينيك البريئتين، عُدْ لسنتك الماضية؛ أيضًا اسأل نفسك - وفي هذا الوقت أنا متأكد أنها سوف تَصْدُقُك - ماذا أنجزت على صعيد (الدراسة، العمل، تطوير الذات والقدرات والحياة)؟! هَاه، هل أنهيت إصدار كشف الحساب؟ هل راجعته مع نفسك؟! إذا كنت صنعت شيئًا ولو صغيرًا أو بسيطًا؛ فهذا جيد، وإن لم تفعل؛ فلا تيأس على ما فَات؛ فما زال في العمر بقية! لو سمحت هلّا فتحت عينيك الآن، رددّ بصوت عالٍ وبحماسٍ: غدًا سوف أبدأ من جديد، غدًا فجر سعيد؛ أيضًا اكتب الآن عناوين للطموحات التي تتطلع لتحقيقها في (دراستك، في محيط عملك، في حياتك "زواج، شراء منزل، سيارة..."). الآن، تحت كلّ عنوان سَجل الخطوات العملية اللازمة لتحقيقه، رتبها حسب المنطق والأولويات، ثم رتّب الطموحات أو العناوين حسب الأهمية، (أحسنت)، ضع الجدول الزمني للوصول لها. كذلك في هذه اللحظات اعقد اتفاقًا مع نفسك لإنجاز تلك الطموحات بالجِدّ والعمل، (تَسَامَى)، فأنت (تَسْتَطِيع)، وسوف تَصِل؛ فأنت دائمًا تستحق الأفضل؛ لكن لا تنسَ مراجعة عقودك مع نفسك كل ليلة، قبل أن تستسلم للنوم، ونهاية كل أسبوع وشهر، ونهاية العام سوف نحتفل بالفوز بالإنجازات. وأخيرًا كل عام وأنت يا صديقي بخير، كل عام وأنت (تَتَسَامَى)، وتحقق طموحاتك، وتصل لمحطات نجاحك. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. تويتر: @aaljamili