تحولت النفايات في معظم أحياء جنوبجدة إلى مسرح مفتوح للقطط والحشرات التي تصول وتجول فيها بحثا عن الطعام، وكذلك بعض عمال النظافة الذين تفرغوا لجمع علب الألمونيوم والكراتين للمتاجرة فيها تاركين مهمتهم الأساسية خلف ظهورهم. «المدينة» قامت صباح يوم أمس الثلاثاء بجولة شملت أحياء (النزلة اليمانية، مدائن الفهد، الكندرة، الصحيفة، والهنداوية)، رصدت من خلالها الوضع المتدهور في هذه الأحياء، إلى درجة أن بعض النفايات المتراكمة تبقى في مكانها لعدة أيام. وعبر عدد من السكان عن استيائهم لتدني مستوى النظافة، مشيرين إلى أن الروائح الكريهة تزكم أنفوهم، وتحرجهم أمام ضيوفهم الذين يأتون من أحياء أخرى لزيارتهم، فيما تتردد سيارات النظافة على الحي واحدة تلو أخرى ويكتفي عمالها بالتقاط النفايات الصغيرة فقط». رواتبنا ضعيفة وأثناء جولتنا رصدنا عددا من عمال شركة النظافة في حي الهنداوية جنوبجدة يقومون ببيع الخردة (السكراب) بعد أن جمعوها في سيارة الشركة. وقال شفيق مختار - 34 عاما - ومشتاق عبدالرحيم - 25 عاما - (عاملا نظافة): «ضعف الراتب يدفعنا للعمل بجمع الخردة وعلب المشروبات الغازية ومن ثم بيعها في السوق، فالراتب الشهري للعامل 400 ريال فقط، وفي بعض الأوقات تتأخر الشركة في صرفه لنا، ونحن لدينا عوائل نصرف عليها في بلادنا، ولو تحسن وضعنا المادي ما قمنا بذلك، علما بأننا لا نقوم بجمع الخردة إلا بعد الانتهاء من عملنا الأساسي». محاسبة دورية لشركات النظافة من جهته أكد مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن هناك محاسبة دورية تتم لشركات النظافة التي يثبت تقصير عمالها في أداء عملهم أو التفرغ لجمع السكراب. وأضاف: «وفي حال ضبط أحد العمال التابعين لمقاولي النظافة يقوم بجمع السكراب، فإن الأمانة تخطر الشركة المسؤولة لإنذار العامل خطيا وأخذ تعهد عليه بعدم فعل ذلك مرة أخرى، كما يتم الحسم على المقاول من مستخلصه الشهري في حال التقصير في أي بند من بنود الخدمات المتفق عليها»، مشيرا إلى أن العقود الجديدة لشركات النظافة سيتم فتح مظاريف مناقصاتها خلال الأسبوعين المقبلين».