مازال مسلسل تردي خدمات النظافة وتراكم النفايات يتكرر يوما بعد آخر في مختلف أحياء محافظ جدة، وبصفة خاصة في جنوبها، وعلى وجه التحديد في حي الكندرة، بحيث أصبح يمثل هاجسا كبيرا للسكان سيما مع تصاعد الروائح التي تزكم الأنوف. وفي مقابل ذلك اعتذر مسؤول في أمانة جدة ل «المدينة» عن التعليق على هذه المشكلة «بحجة أنه مشغول». «المدينة» قامت بجولة ميدانية في الحي ظهر يوم الثلاثاء 8/ 10 ورصدت التدني الواضح في مستوى النظافة هناك، فيما انشغل بعض العمال بجمع العلب المعدنية من الحاويات الممتلئة والتي فاضت بما فيها وتحولت المنطقة حولها إلى مايشبه «مطاعم مفتوحة» للقطط والحشرات بمختلف أنواعها الطائرة والزاحفة. منصور العبد الله - 27 عاما - يقول: « تضايقنا من هذه النفايات التي أحرجتنا أمام ضيوفنا في العيد، فالنفايات متراكمة منذ ثالث أيام العيد، فيما سيارات النظافة تتردد على الحي واحدة تلو الأخرى ولكن عمالها يكتفون بالتقاط النفايات الصغيرة فقط». ويؤكد محمد حسين - 28 عاما - أنه ضاق ذرعا بالحال التي وصل إليها الحي بسبب تراكم النفايات وقال:»سئمنا من هذه الحالة المزرية للنظافة، فروائح النفايات أصبحت تتسلل إلى منازلنا، والحشرات تتكاثر يوما بعد آخر، وهناك حاويات لم تفرغ منذ ثالث أيام العيد». وأثناء جولتنا رصدنا أحد عمال شركة النظافة وهو يقوم بجمع العلب المعدنية الفارغة، وعندما سألناه عن سبب انشغاله بها تاركا مهمته الأساسية والتي هي جمع النفايات، أجاب:» راتبي الشهري لا يتجاوز 300 ريال ولا يكفيني نظرا للالتزامات الكثيرة التي علي، فأقوم بجمع الخردة وعلب المشروبات الغازية الفارغة ومن ثم بيعها في السوق». «أنا مشغول» «المدينة» حاولت الحصول على تعليق من قبل مساعد وكيل أمين جدة للخدمات والمرادم الدكتور عبدالقادر تنكل، إلا أنه اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح بحجة انشغاله.