تتصدر حماية تراب الوطن وتحقيق الأمن والرفاهية للمواطن أولويات القيادة السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز- يرحمه الله-، حيث ظلت المملكة بفضل الله عز وجل، ثم بفضل ما يتمتع به قادة هذا الوطن الأمين من حكمةٍ، وبفضل اللحمة المتينة بين القيادة والشعب عينًا ساهرة على أمنه، وحصنًا منيعًا، في مواجهة الأعداء والمخاطر والفتن، والتصدي لأي محاولة لتدنيس ترابه، أو تعكير صفو أمنه واستقراره. لذا فليس من المستغرب أن تظل المملكة استثناءً لما كان سائدًا في الماضي القريب من التعرض للاحتلال، أو التعرض للانقلابات والثورات التي شهدتها الغالبية العظمى من دول المنطقة في الحاضر، لذا فقد جاء تعيين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع خلفًا لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز- يرحمه الله- تأكيدا لاستمرار مسيرة ورسالة القوات المسلحة السعودية في حماية تراب الوطن ووحدته واستقلاله في عهدة رجل أمين، قادر على تحمل أعباء هذه المسؤولية لما عرف عنه من قدرات إدارية وتطويرية متميزة من خلال عمله أميرًا لمنطقة الرياض عبر سنوات طوال شهدت خلالها نهضة عمرانية وتطويرية ملفتة، إلى جانب ما عرف عن سموه من سمات قيادية باعتباره إحدى الشخصيات القيادية والوطنية المؤثرة في صناعة القرار في الوطن. زيارة سموه أمس الأول قيادة قوات الدفاع الملكي السعودي وقيادة قوة الصواريخ الإستراتيجية اكتسبت أهمية كبيرة، ليس لأنها الزيارة الأولى بعد حيازته على الثقة الملكية بتوليه هذه المسؤولية، وإنما أيضًا لما للزيارة من دلالة هامة بأن قواتنا الجوية والصاروخية تحظى بأهمية قصوى في برنامج تطوير القدرات العسكرية للوطن، لاسيما في تلك الظروف والتحديات والمخاطر المتزايدة التي تشهدها المنطقة، وهو ما يتطلب منا جميعًا أن نحافظ على هذه اللحمة التي تشكل الضمانة الأكبر في الحفاظ على أمن الوطن ووحدته وترابه، وتحمل أعباء الشراكة في مسؤولية حماية المناطق الحدودية وتحصين البلاد من أولئك الذين يحاولون المساس بأمننا واستقرارنا، والتصدي للمهربين والمتسللين، ومعهم مروجو الفتن وأنصار الفكر الضال، وكل من يروم شرًا لوطن العزة والشموخ.