* لا يوجد مسلمٌ أبدًا لا يؤمن بالقضاء والقدر.. فالحوادث، والحرائق، والكوارث الطبيعية من قضاء الله وقدره.. ولكن لا يوجد أيضًا مسلمٌ، أو عاقلٌ لا يؤمن أن كثيرًا من الحوادث، والحرائق، والكوارث سببها إهمالٌ، أو فسادٌ، أو انعدامُ ضميرٍ، أو لا مبالاة. * حريق المدرسة المتوسطة ال(31) في مكةالمكرمة شرفها الله في عام 2002م، من أهم أسبابه الإهمالُ والفسادُ.. وسيول جدة العامين الماضيين أسبابها فسادٌ، وانعدامُ ذممٍ، كما أثبتت التحقيقات.. وحريق مدرسة «براعم الوطن» قد يكون من بين هذه الحالات.. ولهذا يُثار سؤالٌ دائمٌ: كيف نُوقف مثل هذه الكوارث، أو نقلل من خطورتها ونتائجها المدمّرة؟!. * التبريرات التي يتسابق في إطلاقها مسؤولو هذه الجهة، أو تلك ممّن لهم علاقة مباشرة بالحادثة، لم ولن تكون طريقًا لحل المشكلة.. لكنّ الاعترافَ بالتقصيرِ، ومحاسبةَ المفسدين هما السبيل الوحيد لمنع تكرار الكارثة، ولتعزية أهالي الشهداء، ولطمأنة الجميع. * حادثة «براعم الوطن» كل جهة تنفي مسؤوليتها، وتلقيها على الأخرى، خاصة فيما يتعلّق بشروط الأمن والسلامة، منها إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة التي «اجتهد» مديرها العميد عبدالله الجداوي في تبرير معالجة الحريق بعشرات المبررات، بعضها وصل إلى «النفي» عن مسؤولية إدارته عن هكذا حوادث. * ليسمح لي سعادته بالقول: إن الأمن والسلامة في أي منشأة هي من مسؤولية الدفاع المدني مسؤولية أولى ومباشرة، فلا يكفي أبدًا الموافقة فقط على إعطاء التصريح لهذه المنشأة، أو تلك، بل «يجب» المتابعة، والحزم في تطبيق القوانين من خلال الزيارات التفتيشية الدورية، وضمان تحقيق وسائل وشروط الأمن والسلامة كاملة بغير نقصان. أمّا واقع الحال في مدينة جدة فيقول: إن معظم المنشآت العامة حكومية وأهلية، من إدارات، وفنادق، وشقق مفروشة، ومدارس، ومؤسسات، ومستشفيات تنعدم فيها وسائل السلامة، بما فيها مخارج الطوارئ، وإن وجدت فهي إمّا مقفلة بسلاسل حديدية من الخارج، أو متحوّلة إلى مخازن للرجيع وللخردة. وهذه مخالفات يجب على الدفاع المدني تصحيحها بحزم لا بمبررات لم تعد مقبولة إطلاقًا..!!