من منا كامل؟ الكمال لله سبحانه ، ومن منا يرضى بالتسبب في موت واحتراق إنسان أو حتى احتراق حشرة ؟!! ، وكلنا نؤمن بالقضاء والقدر إلاّ إن لكل شيء سبباً ، وللكوارث أسبابها سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة ، و كل موظف مسئول وإن لم يكن المتسبب فهو جزء من الأسباب . حريق مدرسة براعم الوطن بجدة فاجعة بكل المقاييس ، أعادت إلى الأذهان حادثة حريق مدرسة البنات بمكة المكرمة ، كارثة بدأت بعاصفة من الحزن والألم واللوم والاتهامات والتبريرات وانتهت بلملمة جراحها ، أعتقد أن الكوارث وقتيه فما أن ينتهي صداها بمرور الزمن إلاّ وتطوى صفحاتها من أذهان الناس ، تعقبها فترة هدوء تسبق العاصفة ، وتهب العاصفة ونبدأ من جديد من حيث بدأنا في علاج الأولى لا من حيث انتهينا من علاجها وعملنا بكل الوسائل لعدم تكرارها . كمسئولات في المدارس لماذا لا نتفقد وسائل السلامة يومياً ونتأكد من سلامتها وليكن هذا التفقد عملاً أساسياً تكلف به لجنة السلامة والأمن في المدرسة . تكثيف الدورات في التدريب على السلامة والإخلاء والوقاية من الحرائق والأزمات أمر لا جدال فيه ، بالإضافة إلى زيادة تطبيق الفرضيات الوهمية لتنظيم الخروج وقت الأزمات وتكرار تلك الفرضيات في فترات متقاربة لتُحفظ عن ظهر قلب كمادة من المواد الدراسية براعم جدة ومعلماتها منهن من دفعت روحها ثمناً لإنقاذ حياة غيرها وبعضهن من ألقى بجسده الطري من الأدوار العليا هرباً من الموت إلى الموت كالطفلة رزان وغيرها ، ومنهن من خطفت نيران الهلع والدماء وسحب الدخان هدوءهن واستقرارهن النفسي فدخلن في متاهة الأمراض النفسية التي تحتاج لإعادة التأهيل عمراً طويلاً .. الندم لا يكفي ، والنواح لا يعيد أرواح من توفي ولا يطبب جراح المحترقين ولا يسعف المختنقين ولا يمحو من ذاكرة الطفولة البريئة صور الرعب وشبح الموت التي تتراقص ولا تختفي من مخيلتهن . ثمة أخطاء نراها صغيرة ونتهاون فيها لكنها الدمار بعينه « معظم النار يأتي من مستصغر الشرر» الاعتماد على الآخرين مشكلة بعض المسئولين . والثقة بلا حدود مع نقص المتابعة وأحياناً عدمها كوارث . كمسئولات في المدارس لماذا لا نتفقد وسائل السلامة يومياً ونتأكد من سلامتها وليكن هذا التفقد عملاً أساسياً تكلف به لجنة السلامة والأمن في المدرسة . تكثيف الدورات في التدريب على السلامة والإخلاء والوقاية من الحرائق والأزمات أمر لا جدال فيه ، بالإضافة إلى زيادة تطبيق الفرضيات الوهمية لتنظيم الخروج وقت الأزمات وتكرار تلك الفرضيات في فترات متقاربة لتُحفظ عن ظهر قلب كمادة من المواد الدراسية ، أملي أن تجد مكاناً لها في المنهج . توجد لجان للأمن والسلامة في الدفاع المدني فلماذا لا نلجأ لها كمسئولات في المدارس من آن لآخر لزيادة الاطمئنان .. أقترح وأتمنى أن يؤخذ باقتراحي مع الشكر . توظيف فريق متخصص للأمن والسلامة لإدارة الأزمات في المدارس موظفات وموظفين . وحبذا لو توفرت سيارة إسعاف لمدارس كل حي ، وأيضا سيارة مطافئ و دورية . عزائي لعائلتي الفقيدتين ودعائي للمصابات وعسى أن تكون الأخيرة و «إنا لله وإنا إليه راجعون» . [email protected]