* براعم الوطن اسم ذو معنى جميل، وهو مجمع مدارس للبنات «روضة، تمهيدي، ابتدائي، متوسط»، أصيب بكارثة يوم السبت الماضي، ونحن كمجتمع متحضر، دائمًا لا ننتبه ولا نتنبه إلا بعد الكوارث، كما يقولون: الإدارة بالكوارث، والغريب أن الحوادث الشنيعة –كالحريق- كثيرًا ما تصاب بها مدارس البنات مع أن المرأة (يجب) أن تكون مرهفة الحس يقظة الضمير، حساسة فطنة متيقظة مدركة لما يدور حولها، بداية من منزلها، مرورًا بأطفالها وزوجها، وأمور وشؤون كل صغيرة كبيرة في المنزل، كيف لا وهي نبع الأمومة، ولكن الكثيرات من المعلمات اليوم مشغولات بزيهن وزينتهن وما تقتنيه الواحدة منهن من اللباس والحقائب والأحذية ولا ننسى الميك أب والعطور والبودي كير والمانكير وكل ذلك من أفخر الماركات العالمية، وهذه أمور يا حضرة مجتمعنا النسوي لا بأس بها بل هي مطلوبة في حدود المعقول، ولم نجعل دور العلم للتنافس في هذه القشور، فالجمال الحقيقي والمرأة الجميلة لا تحتاج لكل هذا العناء لتغطي به (عيوبها)، وأتساءل: أين إحساس المرأة المعلمة إن كان لها في أي مدرسة كانت في الوطن طفل أو طفلان أو أربعة أطفال، فإن في المدرسة التي كُلِّفتِ بالعمل فيها مئات الأطفال والأبناء، فأين الأمانة الإنسانية والأمانة العلمية، وأين تكافل المجتمع، وأين المسؤولية، لماذا لا تستخدمين شيئًا من أمومتك للأطفال في مدرستك تحت يديك؟! لماذا لا تهتمين لأمرهم.. هل أنت مهتمة بشؤون منزلك، إذًا لماذا لا تهتمين لشأن مدرستك؟! مثلًا ذاك المكيف مهترئ، تلك النافذة خطيرة، ذاك السخان أسلاكه منحلة، وذاك وذاك وذاك، أين الإحساس بالمسؤولية وأمانة رعايتك لرعيتك..؟! (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). * المقال هنا يوجه اللوم لعدة جهات دورها أساسي وفاعل ومهم: 1- إدارة تعليم البنات حيث تجهيز المدارس يجب أن يكون متكاملًا، ويجب أن تفرض حصة في الأسبوع تكون توعوية وتداولية ما بين حوادث الحريق والغرق والسقوط والاختناق فتكون عملية علمية تثقيفية تربوية وقائية واجتماعية حيث ينال من خيرها الجميع، ويكون لدى الطالب أو الطالبة علم ومعرفة بإنقاذ نفسه إن حدث مكروه، والخروج من مأزق إن وقع فيه، وكلما كان الطالب صغيرًا أجدى هذا الغرس فيه، فهل المعلمات مؤهلات لهذه المهمة؟! ونفس مهمة إدارة تعليم البنات تندرج مسؤولية الوالدين والأم خاصة بتعليم أطفالها وتوعيتهم وتنبيههم للمخاطر من أي السبل كانت. 2- الدفاع المدني: هذا الجهاز يجب أن يطوّر خدماته لتصل إلى كل منزل ولكل دائرة ولكل مجمع بشري والمدارس خاصة، فيجب أن يكون هناك لجنة أمنية للإشراف على الأمان من المخاطر وتوفير الوسائل والإمكانات للإنقاذ والنجاة، ومن قبل ذلك للوقاية من الحوادث.. وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار مهمته الأساسية في التوعية والتثقيف، والعمل بشكل دوري ودائم بالتفتيش المستمر على أجهزة الأمن والسلامة، والتأكد من وجودها وصلاحيتها، وأن يطبق العمل عليها تجريبيًا في كل مرة، وفي كل زيارة يقوم الطلاب أنفسهم أو الأفراد أنفسهم بالمدارس أو بأي دائرة يتجمّع الناس فيها، بالتمرين والتدريب والقيام بعملية الإخلاء والإنقاذ والتصرف السريع في وقت الحادثة أو الكارثة لا قدر الله بسوء.. حفظ الله الجميع بخير وصانكم من كل مكروه.. فإشراف جهة مختصة بهذا الشأن في المجتمع يكون من صميم تخصصات الدفاع المدني. 3- الجامعات، والتعليم العالي، يجب أن يقوم متخصصون في دراسة الكوارث للعمل على إيجاد طرق وسبل للوقاية والنجاة والإنقاذ، ويجب أن تفيد الجامعات المجتمع بإمداد العلم والمعرفة لكافة الجهات القائمة بالشأن التعليمي والوظيفي ولكافة الأطياف والشرائح للمجتمع. * أختم مقالي بأن اسأل الله حسن العزاء لذوي المعلمة والموظفة اللتين قضيتا نحبهما في هذا الحادث المؤلم لمدارس براعم الوطن، ونسأل الله الشفاء والعافية ل 46 مصابة من البراعم اللواتي أصبن في الحريق، ونحمد الله تعالى على سلامة فلذات أكبادنا الناجين، ويؤسفنا أن نقول: إن مدارس براعم الوطن لم تكن مؤهلة ولا محتاطة بكادر تعليمي (مدرب ومؤهل) لحماية هؤلاء (البراعم) البالغ عددهم 900 طالب وطالبة، ولم تكن تُعنى بمسؤولية أطفال صغار في عمر البراعم فعلًا، فهل هذه المدرسة اسم جميل فقط دون احتواء ودون رعاية وأمانة واهتمام؟! وعليه تندرج المسؤولية بالتكليف على كل مدارس المملكة؟!