شدد عدد من الاكاديميين والتربويين على ضرورة الاهتمام بوسائل الامن والسلامة في مدارسنا، موضحين أن هناك غيابا واضحا لها في كثير من المباني التعليمية سواء الاهلية منها او الحكومية. وطالبوا بإيجاد مناهج تختص بالأمن والسلامة بديلا عن المناهج التي تحشو عقول الأطفال، لافتين إلى أن هناك من 60% الى 70% من المناهج عديمة الفائدة، كما انتقدوا اهتمام بعض ملاك المدارس الأهلية بالربح المادي فقط دون النظر الى المسؤولية التي تقع على عاتقهم وأن هولاء الطلبة امانة في اعناقهم. كما انتقدوا وجود أنابيب الغاز في بعض المدارس رغم توفر الاجهزة التي تعمل بالكهرباء والاجهزة الحرارية، اضافة الى افتقاد المعلمات للتدريب على عملية الاخلاء والاسعافات، وطالبوا ببرنامج تدريبي للمعلمات والطالبات والعاملات في المدارس الحكومية والأهلية والأجنبية على كيفية التعامل مع الحرائق وطرق الوقاية وسبل مكافحتها. علينا إعادة حساباتنا وأولوياتنا بداية طالبت رئيسة لجنة المدارس الأهلية بجدة فريدة فارسي بوجود مناهج تختص بالأمن والسلامة بديلا عن المناهج التي تحشو عقول الأطفال، على أن تبدأ من المراحل الدراسية الأولى إلى الثانوية العامة، لافتة إلى أن هناك من 60% الى 70% من المناهج عديمة الفائدة -على حد تعبيرها، خاصة وان هناك دولا غربية حولت مناهج القراءة إلى مناهج تهتم بالإنسان في صحته وسلامته إلى مأكله ومشربه، موضحة «هذه أشياء يجب العمل بها وأخذها بعين الاعتبار». وأضافت: نحن نعاني من نقص وعي بين أفراد المجتمع، فنجد كثيرا من الاباء لا يعون أهمية اختيار المدرسة من عدة نواحي كتوفر شروط الامن والسلامة وموقعها، فعلينا إعادة حساباتنا وأولوياتنا. وألقت باللوم على وزارة التربية والتعليم والدفاع المدني وحملتهم مسؤولية المباني الدراسية غير المهيأة للدراسة سواء من حيث مواقعها أو تجهيزاتها. البحث عن الربح المادي فقط وذكرت أن مدارس وزارة التربية والتعليم لا تستطيع استيعاب العدد الهائل من الطالبات، لهذا نجد إقبالا كبيرا على المدارس الأهلية والتي للأسف أصبح كثير منها يبحث عن الربح المادي فقط دون النظر الى المسؤولية التي تقع على عاتقهم وأن هولاء الطلبة امانة في اعناقهم. أنابيب الغاز في المدارس من جانبها قالت المشرفة العامة على مدارس دار الحنان سيسيل رشدي ان المدارس الخاصة لا تزال تستخدم خاصة في غرف التدبير أنابيب الغاز رغم توفر الاجهزة الكهربائية والحرارية، اضافة الى افتقاد المعلمات للتدريب على عملية الاخلاء والاسعافات، قائلة «نحن نحرص في مدارسنا على تدريب المعلمات والطالبات على الاسعافات الاولية وعلى عمليات الاخلاء المفاجئة تحسبا لاي طارئ». واضافت «لابد من وجود رقابة على وسائل السلامة داخل المدارس. درس قاس للجميع وطالب رئيس لجنة ملاك المدارس الاهلية للتعليم الاهلي والأجنبي (للبنات) في محافظة جدة محمد حسن يوسف ببرنامج تدريبي للمعلمات والطالبات والعاملات في المدارس الحكومية والأهلية والأجنبية على كيفية التعامل مع الحرائق وطرق الوقاية وسبل مكافحتها، وشدد على ضرورة زيادة وسائل السلامة في جميع المدارس وتشديد الرقابة عليها في الفترة المقبلة. وأشار إلى أن ما حدث في مجمع مدارس براعم الوطن الأهلية بمحافظة جدة وما نجم عنه من وفيات وإصابات أمر محزن للجميع، مشددا على ضرورة أن يكون ذلك درسًا قاسيًا لكل العاملين في المجال التعليمي، حيث بات من الضروري التشديد على وسائل السلامة في المنشآت التعليمية الخاصة لتضاهي مثيلتها الموجودة في المدارس الحكومية. وأوضح أن هناك اشتراطات تطالب بها وزارة التربية والتعليم في اقامة أي منشأة تعليمية كأن تقام على شارع رئيس، مبينا أن هناك بعض المدارس القديمة لا يمكن إغلاقها، لكن في المقابل هناك تشديد من قبل الدفاع المدني عند تجديد الرخصة على توفر وسائل الامن والسلامة داخلها. ونوه بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وتوجيهاته بضرورة التحقيق الفوري لمعرفة أسباب الحريق الذي تسبب في حالة من الفزع والخوف لدى الكثير من الأهالي، وكذلك اهتمام صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل وزير التربية والتعليم، وجميع الجهات الرسمية الأخرى وعلى رأسها الدفاع المدني الذي سخر كل آلياته من أجل مواجهة الحريق، واستخدم عددا من الطائرات العامودية لإنقاذ المصابات، مشيرًا إلى أن تكاتف كل الجهود في موقع الحادث أظهر المعدن الحقيقي للإنسان السعودي وعكس الاهتمام الكبير من قبل القيادة بمثل هذه الحوادث المفاجئة. وأكد محمد حسن يوسف أن الإحصائيات تفيد أن عدد المدارس الأهلية والاجنبية في جدة تجاوز 290 مدرسة، وعدد الطالبات اكثر من 90 الف طالبة إضافة إلى 10 الاف معلمة وإدارية وكاتبة ومراقبة، الأمر الذي يعني ضرورة الاهتمام بهذه الفئة التي تمثل شريحة عريضة من العاملات في القطاع التعليمي. دورات تدريبية وبين رئيس لجنة الأمن والسلامة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة سابقا الدكتور عدنان العباسي الهاشمي ضرورة تهيئة المعلمات والطالبات وتدريبهن على طرق الإخلاء السليمة عن طريق دورات تدريبية لمعرفة طرق مواجهة الحرائق وإخمادها وعمل الإسعافات الأولية، موضحا انه أنشأ فريق تدريب لذلك، وطالب باعتماد هذه الدورات لكنه واجه عدة عراقيل. وكشف الهاشمي عن لقاء سابق مع سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله من أجل اعتماد هذه الدورات التدريبية والتأهيلية لمواجهة الحوادث والحرائق على أن تكون تابعة لوزارة التربية والتعليم لكن لم يبت في الأمر إلى الآن. وقال: هناك العديد من المدارس لا تمتلك وسائل الأمن السلامة، إضافة إلى افتقار المعلمات للخبرة اللازمة بعمليات الإخلاء وهذا ما حدث في حريق مدرسة (براعم الوطن)، حيث وجدنا ان معظم الإصابات كانت نتيجة تساقط البنات والمعلمات من الادوار العلوية هلعا وخوفا من النيران. وذكر ان مباني المدارس ليست مبنية وفقا للطرق السليمة والصحيحة، فنجد كثيرا منها محاطا باسوار وابواب حديدية غير عملية، وكذلك الابواب تغلق جميعها فضلا عن خلو مباني المدارس من مخارج طوارئ ملائمة لاعداد الطالبات. وأضاف: لابد من عمل دراسة لاعداد الطالبات داخل كل دور وبالتالي معرفة ما إذا كان مخرج الطوارئ ملائما لعدد الطالبات وتدافعهم أم لا. مراقبة شركات الأمن والسلامة وشدد على ضرورة مراقبة شركات الامن والسلامة ومحلات بيع الاجهزة الامنية، مفيدا أن هناك انظمة للامن والسلامة في عدد من المدارس والاماكن قد تصل تكلفتها الى 300 الف ريال لكنها وقت وقوع الحريق لا تعمل لان السبب يرجع إلى غش فيها من قبل الشركات المختصة بأنظمة الامن والسلامة.