يمكن القول باستقراء تاريخ الطيران في الوطن أن النواة الأولى للطيران المدني قد تكوّنت في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1944م بثلاث طائرات من طراز (د ى س3) ومن ثمّ تمّ فصل الخطوط السعودية عن الطيران المدني عام 1959م ليصبح (مصلحة للطيران المدني) في عام 1966م حتى تم تعديل مسماه إلى رئاسة الطيران المدني التي كانت تشرف على المطارات الإقليمية والمحلية ومع مشروع إنشاء مطار الملك عبدالعزيز الدولي - الذي افتتح عام 1981م- أُنشئت إدارة مشاريع المطارات الدولية التي تُعنى بإنشاء وإدارة المطارات الدولية وأنشأت الدولة المطار الدولي الثاني مطار الملك خالد الدولي عام 1984م وتواصلت الإنشاءات بإنشاء مطار الملك فهد الدولي عام 1999م ليبلغ عدد المطارات في المملكة حينذاك 27 مطاراً وقد ترأس صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود حين كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني العديد من اللجان التي شكلت لإعادة تنظيم وهيكلة الطيران المدني ومنها ما كان بالاشتراك مع الخبراء من القطاع الخاص وأذكر منها اللجنة التي حضرتها شخصياً حين كنت مسؤولاً عن الممتلكات والتنمية التجارية وقدمت عرضاً أذكر مناقشة الأمير فهد لتفاصيله مناقشة تفصيلية تنّم عن خبرة واطلاع ودقة في التحليل كعادته في الاجتماعات والدراسات التي تعرض على سموه ..ثم جرى ضم المشاريع مع رئاسة الطيران المدني و تحويل الرئاسة إلى هيئة عامة للطيران المدني ذات شخصية اعتبارية وهي نقلة تحولية ليشغل سموه من خلالها منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة ..وتلك مقدمة تمهيدية للتعرف على تطور قطاع الطيران حتى ندرك النظرة الصائبة للقرارين الحكيمين رقم أ/230 ورقم أ/231 اللذين أصدرهما الملك عبدالله حفظه الله بتنظيم الطيران المدني وتعيين الأمير فهد رئيساً لهيئة الطيران المدني بمرتبة وزير ورئيساً لمجلس إدارتها ورئيساً لمجلس إدارة الخطوط السعودية.. و أستطيع القول - من واقع- خبرتي أننا نعلق آمالاً كبيرة على هذا التنظيم الصائب وعلى تعيين سمو الأمير فهد ونسأل الله له التوفيق فقد أعطيت القوس باريها إذ هو الإداري المحنّك الذي نشأ في مدرسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وواكب خطوات النهوض بقطاع الطيران وأشرف على الكثير من الدراسات والتنظيمات التي شهدها القطاع ومشروعات التوازن الاقتصادي على مر السنوات الماضية ولاشك أن القطاع يستشرف في ضوء هذا التعيين رؤية العديد من التغييرات والتطويرات التي تعطي دفعات قوية له وللناقل الوطني ومنظومة النقل الجوي وأنظمة الملاحة الجوية ونظم الصيانة فضلاً عن مشروع إنشاء مطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي تشرئب أعناق أهل جدة والمستثمرين فيها إلى إنجازه لما يلعبه من دور محوري رئيس يستقبل أكبر حجم للحركة الجوية في المملكة إلى جانب اضطلاعه بخدمة الحجاج سنوياً من خلال صالات الحج والمعتمرين الذين تنامت أعدادهم في السنوات الأخيرة وإذا كان ثمة تطلعات تستشرف المرحلة القادمة في ضوء هذا التعيين والتنظيم فهي تتناول بعض الأفكار ومنها : •فتح المجال لتنافس شركات الطيران لتلبية احتياجات سوق السفر الداخلي والخارجي وربما يمكن النظر في دعم الشركات الجديدة بزيادة أسعار التذاكر أو خفض أسعار الوقود •دعم أسطول السعودية بطائرات اقتصادية تلبي احتياجات المناطق في بلادنا المترامية الأطراف وطائرات فاخرة منافسة إقليمياً ودولياً ..والسماح لها بزيادة أسعار التذاكر الداخلية . •دعم جهاز الصيانة وتشغيله تجارياً أسوة بالخدمات الأرضية وتموين الطعام.. • إعادة النظر في أسلوب التأجير لمرافق الاستثمار التجاري في المطارات بما يتيح تقسيم المرافق وعدم احتكارها وكذلك النظر في أسلوب التأجير بالمزايدة مقابل اشتراط مبالغ لتطوير المرافق لأن ثمة عيوبا ظهرت جرّاء ذلك الأسلوب منها ضعف رقابة التطويرات وانخفاض العائد من الإيجارات. •التركيز على التدريب لتنمية الموارد البشرية في قطاع الطيران المدني لإعداد جيل مؤهل قادر على مواكبة المتغيرات في ظل التشغيل التجاري الاستثماري.. •لا ينبغي أن يؤثر تشغيل الشركات العالمية للمطارات على مستوى العمالة الوطنية ودعمها وتحفيزها على حساب العمالة الخبيرة •إعادة النظر فيما تم تطويره بصالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي لأن ثمة ملاحظات قائمة على مستوى صيانة المنشآت الجديدة ونظافتها وكذلك مستوى أسعار الطعام والشراب في موسم الحج فضلاً عن ضرورة توفير مساحات إضافية مجهّزة بمقاعد استراحات للحجاج بدلاً من توفير مرافق استثمارية وفندق كان يمكن نقله إلى خارج البلازا المزدحمة أصلاُ... •إعادة النظر في مستوى أسعار السلع والأطعمة والمشروبات في المطارات وليس بالضرورة أن تتساوى مع الموجود داخل المدن ولكن لا ترتفع ارتفاعاً مبالغاً فيه نتيجة حرص المستثمر على زيادة عوائد الدخل لتعويض ماصرفه في التطوير. •المزيد من الصلاحيات للقطاعات الاستثمارية والمطارات المستقلة ضمن ضوابط رقابية للتشغيل التجاري يما يكفل سرعة إتخاذ القرار في صناعة سريعة النمو والحركة يمكّنها من المنافسة إقليمياً ودولياً .... دوحة الشعر.. فهد الأمير وفي التخطيط سيرته قويمة النهج..تزجيها تفانينا كم شارك الصقر (سلطاناً)يساعده هذى المطارات تخطيطاً وتدشينا