أرجع ناصر بن سليمان العمر «المشرف العام على مؤسسة مدونة المسلم» الانقسام على الساحة السلفية اليوم إلى اختلاف الأفهام والتعصب للرأي، وإعجاب كل ذي رأي برأيه وحب الرياسة والظهور، ومحاولات نفي السلفية عن الآخرين، مضيفًا أن السلفية ليست كلمة مبهمة ولا مصطلحًا خفيًا، بل هي منهج واضح بين، يقوم على الأخذ بالكتاب والسنة وتعظيمهما والعمل بهما في الظاهر والباطن وتحكيمهما في كل الاعتقادات والأفعال والأقوال، مع ضبط ذلك كله بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على دربهم ومنهجهم من الأئمة المتبوعين والعلماء العاملين. وقال: إن من أسباب الانقسام «سوء الظن بالمخالفين وإلقاء التهم جزافًا» مضيفًا إن الأصل أن تحمل حال المسلمين على السلامة من الكفر والبدع والمخالفات، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، ويتأكد هذا مع من يرفع راية الإسلام ويدعو إليه، ومن باب أولى مع من يدعو إلى منهج السلف ويذب عنه ويزعم الانتساب إليه، وكذلك من أسباب الانقسام غياب المرجعية الجامعة من العلماء الذين يلقون قبولًا عند مجموع السلفيين بحيث يرجعون إليهم ويصدرون عن رأيهم عند الاختلاف أو عند وقوع النوازل. وقال العمر: إن بابًا عظيمًا من أبواب الانقسام السلفي هو تلك الحرب الضروس التي نرى رحاها وتدور في جنبات المنتديات والغرف الصوتية المنتشرة على الشبكة، فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشريحة الأعظم من السلفيين ليست منضوية تحت راية جماعة أو جمعية معينة، بحيث يمكن أن تنضبط في إطار توجهاتها أو توجيهاتها أمكننا أن ندرك سبب استفحال الأمر. وحمل الشيخ طلاب السوء وعدم التثبت من نقل الكلام مسؤولية هذا الانقسام وقال: إن تاريخنا الإسلامي فيه كثير من النماذج التي أطلق عليها اسم علماء السوء، والجديد في العصر على الساحة السلفية هو ظهور ما يمكن أن نسميهم طلاب السوء، وهم أناس يتحلقون حول المشايخ لطلب العلم أو حضور الدروس العامة، ثم ينقلون ما يسمعونه من أحد المشايخ لغيره ممن قد يقول في المسألة بقول آخر، وقد يزيد الطالب كلامًا من عنده، أو قد يفهم الكلام على غير وجهه فيقع من نسبته القول لهذا العالم من الشر ما الله به عليم، وشر من كل ما سبق من يعلم بوجود خلاف في مسألة ما فيأتي لأحد المشايخ فيقول: ما تقول يا شيخ فيمن يقول كذا وكذا؟ وقد يكون الشيخ خالي الذهن ولا يقصد إساءة أو تجريحًا لأحد فيأخذ الطالب مقالته إلى الشيخ الآخر قائلًا: الشيخ الفلاني يقول عنك كذا وكذا. فكم من فتنة أشعلها أمثال هؤلاء الطلاب، وكم من عداوات قامت بسببهم. وأضاف: إن جزءًا من هذه المشكلة يقع على عاتق المشايخ أنفسهم، حيث يقبلون كلام هؤلاء التلاميذ وقد لا يكونون خبروا أحوالهم وتأكدوا من عدالتهم وضبطهم، وإنما يكتفون برؤيتهم يحضرون مجالسهم.