عشرة .. تسعة .. ثمانية حتى الرقم واحد ومن ثم الرقم صفر أو Zero ، ليست مجرد أرقام فقط للتعداد ولصنع أعداد في هذا العالم العظيم ، ولكنها أيضاً تعني في فيلم صفر Zero القصير تصنيفنا كبشر على سلم العنصرية الطويل ، وفي أي درجةٍ يتم تصنيفنا فعلياً بغض النظر عن أخلاقنا وماهيتنا واجتهادنا . الفيلم الذي من اخراج Christopher Kezelos ، يتحدث عن فكرة أن يُولد الشخص مختلفاً بين جميع من في بلدته وهو الذي يمثله في الفيلم شخصية وهمية مصنوعة من خيوط الصوف البنيّة البشعة في حين يكون باقي الشخصيات –او جميعها – مصنوعة من خيوط الصوف الزهرية اللطيفة ، وبناءً على ذلك يتم اضطهاده تماماً منذ طفولته حتى كبره إلى أن يلتقي بمن تشبهه وبالإصرار يمكنهما خلق حياة لهما . الجدير هنا بالانتباه في الفيلم أننا سنشاهد مقاطع ل»Zero» وهو منبوذ بين الأطفال .. صفر قد يكون أي شخصٍ عانى من العنصرية يوماً... ربما للونه الداكن أو لبدانته أو لقصره الشديد أو حتى للقبه الأخير . مناسبة الحديث عن ذلك أيضاً ، هو اليوم العالمي للحد من الإساءة والعنف ضد الأطفال والمراهقين والذي يوافق 19 نوفمبر 2011م، حيث أطلق برنامج الأمان الأسري الوطني حملة مكافحة التنمر( العنف بين الأقران) ، والذي يعتبر فرصة جيدة للحديث عن دور المجتمع في وقف التنمر بين الأقران والأصدقاء والأطفال . المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذا السلوك «التنمر» هو بالأساس سلوك منهجي يتم اكتسابه بطرقٍ متعددة وبالغالب من وقوع الشخص نفسه ضحية التنمر ، وبحسب وكيبديا الموسوعة الحرة فإن التنمر يمكن أن يتضمن التصرفات التي تدخل في التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه. حيث يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة حتى يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء ، ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل . في مجتمعنا لا يكون ضحية التنمر فقط الأطفال أو حتى المراهقين بل يبقى التنمر سلوكا معتادا لدى طلاب الجامعات أيضاً ، ولدى كثير من البالغين والبالغات الذين أعتادوا سلوك التنمر من الطفولة . الرقم Zero ليس هو الوحيد الذي يتعرض في مجتمعنا للتنمر ، فواحد لدينا يسخر من صفر وتسعة يسخر من ثمانية ، وعشرة لا يصادق إلا عشرة . الحملة التي يقوم بها مركز الأمان الوطني حالياً ، ليست كافية لوقف التنمر لأن سلوك التنمر موجود بالأساس لدى الكثير من الآباء والمعلمين الذين لم يتخلصوا من عقدهم الطفولية ، وأعتقد أن مشاركة المجتمع بالكلية في حملة مثل هذه من أجل التوعية بخطر الهجوم على رقم Zero ونبذه سيكون مهماً في خلق توازن اجتماعي .