في الشتاء .. عندما تنخفض درجات الحرارة الى أدنى مستوى لها في مناطق الجنوب، ويشتد البرد، يهجر الناس الغرف المغلقة، ومكيفات الهواء الساخنة، والدفايات والأغطية، بحثاً عن اي مكان يمنحهم الدفء ويشمون فيه هواء نقياً غير ملوث، وينزلون من السراة الى تهامة، وبعضهم يتجه جنوباً حيث مشاتى محايل عسير، والشقيق، والمجاردة، والعرضية الشمالية والجنوبية والمخواة، التي ماتزال أوديتها وشعابها تحتفظ رغم موجات البرد القارس بدفئها القديم، فيحطون رحالهم بوادي النظر ووادي ريم برجال المع وغيرها من الأودية والمنتزهات المنتشرة في عسير، فيمكثون هناك أيام الشتاء ماطاب لهم المقام، ينصبون خيامهم وبيوت الشعر، ويشعلون النار التي تمنحهم الدفء والشواء، وتزدهي تجارة الاغنام والعسل المصفى، فيسري الدفء في النفوس، ويركض الاطفال في ملاعب الشموس والهواء ويحلو السمر، وتبقى المشكلة في قصور الخدمات بتلك المشاتي، وتنمية السياحة عامة في تلك المنطقة الغنية بالطبيعة. أماكن سياحية تبدأ الجولة بمحافظة محايل عسير، حيث العديد من الأماكن السياحية، مثل وادي حلي الدائم الجريان بمياهه العذبة واشجاره دائمة الخضرة التي اصطفت على ضفتيه في تناسق رائع ويأتي متنزه الحيلة الذي اقامته البلدية اضافة من لمسات الجمال الاخاذ وتم تزويده بالخدمات اللازمة من ملاعب للاطفال ومواقف للسيارات واماكن فسيحة للمنتزهين روعي فيها الخصوصية وهناك منتزه الضرس بحديقته الغناء وحيثما اتجه الانسان في محايل فان صور السعادة والنسائم المعطرة والاراضي المغسولة بالمطر تتجدد باذن الله مع اشراقة كل يوم. وفي محافظة رجال المع .. تأسر القادم اليها مزارع حقول الذرة وطابعها المعماري المميزة والجبال العالية المكسوة بغابة من الاشجار في حين يفتح متحف التراث الشعبي في بلدة “رجال” ابوابه للزوار حيث يعكس تاريخ المنطقة بما يحتويه من قطع اثرية وتحف نادرة ونشاط السكان في كل مناحي الحياة. وتشتهر رجال المع بأوديتها الجميلة ومنها حلي والعوص وروام وثاه وحسوة والميل ورحب العاينة وريم، ومن الاشياء التي تجبر الزائر على التوقف في رجال المع العسل لما له من جودة عالية بسبب توفر مئات الاشجار والنباتات والازهار التي لم تمتد اليها يد الانسان حيث يجد فيها النحل مكاناً مناسباً. وتلقى الاسواق الشعبية.. في رجال المع اقبالاً من المنتزهين مثل سوق الاحد في الشعبين وسوق الاثنين والخميس في رجال وسوق السبت في آل صلب وسوق الثلاثاء في ريم وسوق اربعاء حسوة. بلاد الموز والبن أما محافظة المجاردة التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من منطقة عسير فهي بلاد الموز والبن والكاذي والليمون والمدرجات الزراعية.. وقد اكسبتها كثرة منتزهاتها الطبيعية شهرة واسعة ومنها منتزه خاط والسليل وعذيبه ومليحة وتغطي اوديتها اشجار السدر والتين البري وتحيط بها مجموعة من الجبال الشاهقة كجبل ثربان وريمان والقوس وجبال المروتين واثرب. أما أودية المجاردة.. فهي رائعة الجمال خاصة ودي شرى ورحبة ونعمة وعشار وغيرها من الأودية التي تعد روافد مهمة في سقيا المزارع المنتشرة على امتدادها. وقنا.. أرض الغابات واشجار السدر ومساقط المياه حيث تعزف لزوارها اجمل الحان الطبيعة ومن اهم اوديتها «حوية ولتين ومجورة والغرس». وبارق .. التي تقع شمال محافظة محايل ارض منبسطة ذات سهول جميلة واشجار متنوعة وكانت في الزمن القديم مرتعاً للضباء والغزلان وعلى امتداد الافق تتمايل سنابل القمح وعذوق الذرة .. ومن اهم الاودية في بارق وشرى والغول والسبالة وغيرها من الاودية المتعرجة التي حفرت فيها المياه اخاديد وبحيرات ذات اشكال بديعة. شواطئ الدفء وتمتاز القحمة بشاطئها الهادئ وآثارها الأصيلة وتراثها الجم وتعتبر مشتى دافئا على سواحل تهامة عسير لها طابعها الخاص والفريد الذي يجعلها في مصاف المدن السياحية الساحلية في تهامة. واصبحت القحمة مقصدا للزوار والسائحين خاصة في اجازة نهاية الاسبوع ومتنزها بحريا يضم المباني القديمة والميناء القديم اضافة الى معالم النهضة العمرانية الحديثة والبنية التحتية ومقومات السياحة الشتوية والمتنفس الدافئ وشاهدا من شواهد السياحة الرائدة في المملكة. وتشتمل القحمة على جزر بحرية متميزة بطبيعتها الخلابة أمثال دمبل وسمر والسحل وام القشع وابو العقام، كما تضم سهولا ساحلية محاذية لساحل البحر الاحمر تشمل سهولا رعوية وزراعية تشتهر بزراعة الذرة والبقوليات المتنوعة، كما تتميز طبوغرافية مركز القحمة بوجود العديد من المرتفعات البركانية مثل دمبل والوسم والخرماء وطف والقنا ورقعاء والعديد من الاودية الواسعة ومنها حمضة والعشير ويتمة وضنكان ونجل.