عقارب الساعة تشير إلى الخامسة مساء أمس بجنوب جدة وبالتحديد في موقف إنزال الحجاج والمعتمرين بحي الصحيفة، في يوم فيه مشاهد بانورامية لتوديع رفاق رحلة العمر، اختلطت فيها دموع الحزن بدموع الفرح، وتأسرك مشاعر الحجاج المعجلين وهم يودعون رفاقهم في رحلة العمر بعد أن قضوا قرابة الخمسة أيام جنبا إلى جنب، فيما لم يتوقف رنين هواتفهم النقالة وهم يتلقون التهاني من أقاربهم وأحبابهم في بلدانهم بعد أن منّ الله عليهم بأداء الفريضة في يسر وسهولة, وثمة حجاج آخرون منشغلون بالتفاوض مع سائقي سيارات الأجرة لتأمين المواصلات إلى سكنهم. وبعد أن احتضن الحاج محمود إبراهيم صديقه أحمد مصطفى الذي تعرف عليه في مشعر منى فيما دموع الفراق بدت تذرف منهما قالا للمدينة:»آن لنا الآن أن نفترق بعد أن جمعتنا رحلة العمر في إحدى خيام منى مع الرفقة الصالحة, وهذا سيبل الدنيا». تبادل العناوين وبدافع من روحانية مختلطة بالحنين إلى الرفقة الطيبة حرص الحجاج رشيد عبدالهادي ومعاذ إبراهيم ومرزوق محمد من الجنسية الهندية على تبادل العناوين وذلك للتواصل مع بعضهم حيث تعاهدوا فيما بينهم على عدم الانقطاع والتواصل وتذكير بعضهم بالرحلة الإيمانية التي حرصوا على توثيقها بعدسات هواتفهم النقالة ونقلها إلى أبنائهم في بلادهم. زيارة الأقارب فيما حرص بعض الحجاج على زيارة أقاربهم في جدة ومنحهم الهدايا التي حملوها معهم من بلادهم والمكوث عندهم بضعة أيام. غلام محمود أكبر، باكستاني في عقده الخامس، حدثنا عن سعادته والرضا باد على محياه ,قائلا: «الحمد لله أن من الله عليّ بهذه الفريضة العظيمة والآن أنا أنتظر ابن أخي الذي يسكن في جدة كي يأخذني وأمكث عنده بضعة أيام فأنا في شوق إليه ولأسلمه هدايا والده وأقاربه من باكستان».