ضرب كشاف سعودي أروع الأمثلة في التضحية عندما لم يتردد في حمل الحقائب الشخصية لثلاث حاجات إلى مخيمهن دفعة واحدة. وعندما سألناه عن اسمه رفض الإفصاح عنه لأنه يبحث من الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وقال إن إيصال الحاجات الثلاث إلى مخيمهن يستغرق نصف ساعة، لكن سعادته ستكون أكبر عندما يوصلهن إلى الوجهة التي يقصدنها. أما صديقه القائد الكشفي صالح الزهراني من منسوبي معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة فأعاد البسمة إلى شفاه أسرة الحاج الباكستاني هان بعد أن أعاد لهم طفلهم (غاني) ذي الثلاث سنوات والذي فقدوه في مشعر منى، وفي تفاصيل ذلك الحدث كما يرويه قائد معسكر منى الجديدة القائد علي العلي أن ذلك الحاج لجأ إلى المعسكر مرتبكاً وقلقاً وأشعرنا بفقده لابنه وسط الزحام وبعد أن تمت تهدئته وطمأنته أخذنا منه بعض المعلومات المتعلقة بأوصاف الطفل ومكانه ومتى فقده ومن ثم تم توزيع العمل بين مجموعة من القادة الذين تعرفوا على كافة المعلومات وانتشروا في المحيط الذي فقد فيه بمشعر منى وما هي إلا دقائق حتى وصلتنا رسالة من أجهزة اللاسلكي المنتشرة مع القادة تبشر بالعثور على الطفل التائه من قبل القائد صالح الزهراني الذي ما أن شهده والده حتى انهمر باكياً بين مصدق ومكذب ولم يعد يعرف أيحضن القائد الذي عثر عليه أم على قائد المخيم الذي جند القادة للمهمة أم ابنه الذي عاد إليه.