يواجه المسؤولون في موسم حج هذا العام 3 تحديات رئيسة تتعلق بزحام المخيمات والافتراش والنظافة وذلك بعد تراجع المخاوف من رمي الجمرات على اثر انشاء جسر الجمرات الجديد الذي يدخل الخدمة بكامل طاقته هذا العام. وقد برزت مشكلة زحام المخيمات بعد الزيادة الملموسة في اعداد الحجاج خلال الثلاثين عاماً الأخيرة بنسبة 100% تقريباً وذلك على الرغم من الحملات التوعوية والاعتمادات المالية الكبيرة. وادى الى تفاقم الظاهرة محدودية سعة مشروع الخيام المقاومة للحريق، فوفقاً لحاتم قاضي وكيل وزارة الحج تبلغ سعة المشروع حوالى 1.4 مليون حاج على اقصى تقدير في حين يبلغ عدد الحجاج القادمين من الخارج حوالى 1.8 مليون اضافة الى 200 الف حاج من حجاج الداخل. وادى هذا الوضع الى تقليص المساحة المحددة لكل حاج من 1.6م الى متر واحد فقط لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الحجاج. ويتطلع كثيرون الى عدة حلول للتغلب على هذه المشكلة من ابرزها سرعة اقرار مشروع البناء فوق سفوح الجبال في منى وكذلك نقل مقار العديد من الجهات الحكومية الى خارج المشاعر، فوفقاً لتقرير حاتم قاضي الذي استندت اليه جمعية حقوق الانسان في تقريرها العام الماضي عن اعمال الحج تبلغ المساحة المخصصة للمقار الحكومية حوالى اكثر من 376 الف متر مربع وهي مساحة كبيرة لو تم الاستفادة من نصفها لامكن استيعاب اعداد كبيرة من الحجاج خاصة القادمين من الخارج وفقاً لقرار منظمة المؤتمر الاسلامي 1000 حاج لكل مليون نسمة. اما بالنسبة لمشكلة الافتراش، فان الامال لا تزال معقودة منذ اكثر من 10 سنوات لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة التي تؤثر على تحركات الحجيج وسيارات الخدمات، وقد تعرض الحجاج الى حوادث نشل وسرقات. ويفاقم من هذه الظاهرة اصرار الكثير من العمالة المقيمة على التسرب الى المشاعر من طرق جبلية حتى وصل عدد الحجاج المفترشين في موسم الحج الماضي قرابة 800 الف حاج. ويتطلع الكثير من المسؤولين في امارة منطقة مكةالمكرمة والقيادات الامنية الى نجاح النسخة الرابعة من حملة الحج عبادة وسلوك حضاري التي انطلقت هذا العام تحت شعار (لا تتعد على حقوق الاخرين) في الحد من تسرب الحجاج بدون تصريح الى المشاعر في ظل الغرامات المفروضة والتي تصل على اصحاب الحافلات الى 5 الاف ريال. وقد برزت هذا العام اراء قوية للمفتي العام والمسؤولين في هيئة كبار العلماء ترى ان الحج بدون تصريح من خلال التحايل على الانظمة حرام شرعاً لان فيه مخالفة للتنظيمات التي وضعها ولي الامر من اجل صالح المسلمين. مشكلة النظافة يتذكر الكثير من العاملين في المشاعر المقدسة ازمة النظافة في العام الماضي نتيجة المتاجرة في تأشيرات عمال النظافة، حيث تبين ان نسبة كبيرة من العمالة تركت اعمال النظافة وتوجهت الى الحج مما فاقم من مشكلة النظافة بصورة ملموسة رغم ما يمثله ذلك من مخاطر على الاصحاح البيئي وسلامة الحجاج. وعلى الرغم من التحقيقات التي تم الشروع فيها منذ وقت مبكر الا انها لم تنته بعد وفقاً لامين العاصمة المقدسة د.اسامة البار وكان من المفترض ان يتم حسمها بشكل عاجل حتى يكون ذلك رادعاً لمن يستغل الحج من اجل المتاجرة بالتأشيرات لتحقيق مصالح شخصية ضيقة له وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها امانة العاصمة المقدسة لاحتواء المشكلة في المشاعر الا ان كمية النفايات المنتجة يومياً تفوق قدرة السيارات والضواغط على الاستيعاب. ولازالت امانة العاصمة المقدسة تأمل اقرار وزارة المالية لمشروعها الجديد للتخلص من النفايات اوتوماتيكياً. ويزيد من مخاطر مشكلة النظافة ان الافتراش لم يعد مقتصراً على منطقة واحدة في منى بل امتد ليشمل كافة الشوارع والساحات تقريباً ويشارك في تنفيذ خطة النظافة في المشاعر هذا العام اكثر من 22 الف عامل و6 الاف معدة وسط دعوات لضرورة الاستعانة بالسيور الكهربائية للتخلص من النفايات بشكل مباشر دون الحاجة لانتظار تحرك الحاج لجمعها والتخلص منها بشكل مباشر. حاتم قاضي: استيعاب أعداد تفوق التوقعات في المشاريع التطويرية للحجاج قال حاتم قاضي وكيل وزارة الحج ل(المدينة) ان المشاريع التطويرية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تحظى بأولوية مطلقة لدى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. واوضح قاضي ان هذه المشاريع تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية لمنى لتستوعب اعداداً متزايدة من الحجاج بما يتوافق مع الزيادة المطردة في اعداد المسلمين. وتوقع ان تستوعب هذه المشاريع اعداداً تفوق التوقعات من الحجاج لافتاً الى ان جميع الخيارات المطروحة لازالت تدرس لدى الجهات المعنية. وبين ان من بين المقترحات التوسع في البناء على سفوح الجبال او بناء المزيد من العمائر السكنية وكذلك اطلاق مشروع الخيام متعددة الأدوار. واوضح ان المشاريع التطويرية لم تتوقف للحظة واحدة في المشاعر المقدسة لافتاً الى ان المشاريع التي ستشهدها منى والمشاعر بشكل عام تأتي وفق المخطط العام لإعادة اعمار مكةالمكرمة والذي تبلغ تكلفته اكثر من 80 مليار ريال. ورأى قاضي ان حكومة خادم الحرمين الشريفين ترحب بخدمة ضيوف الرحمن وتسهر على راحتهم ليل نهار بدون ادنى مقابل سوى نيل رضا الله سبحانه وتعالى ثم شرف خدمتهم. وحيا قاضي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على جهوده الدؤوبة في خدمة ضيوف الرحمن لافتاً في هذا السياق إلى مشروع توسعة الحرم المكي الذي يستوعب اكثر من 1.2 مليون مصل. أمانة العاصمة المقدسة: ترتيبات لضمان عدم تسرب عمال النظافة للحج كشف مصدر في أمانة العاصمة المقدسة ان وكالة الخدمات خصصت 8500 عامل و700 معدة و27 ألف حاوية للنظافة في المشاعر مؤكداً اتخاذ كافة الترتيبات لضمان التزام العمال باعمالهم في نقل النفايات اولاً باول وعدم تسربهم الى الحج. واشار الى بدء اعمال النظافة في المشاعر منذ وقت مبكر، بعد تقسيمها الى 27 منطقة منها 23 منطقة في منى و3 مناطق في مزدلفة ومنطقة واحدة في عرفات. ولفت الى وجود 121 مخزناً ارضياً لتخرين النفايات ، و1000 صندوق ضاغط سعة الواحد 10 أطنان تقريبا فضلاً عن 27000 حاوية بجميع الأحجام فيما يصل عدد العاملين من العمال في المشاعر الى 8500 عامل ، ويبلغ عدد موظفي الامانة حوالى 3600 موظف بالإضافة الى الموظفين الموسميين الذين تستعين بهم الأمانة في موسم الحج.