قال معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ومدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر القناوي إن الشؤون الصحية بالحرس الوطني أعدت مستشفى ميدانيًّا متكاملًا في مشعر منى بسعة 40 سريرًا مجهزًا بأحدث المواصفات الطبية، بالإضافة إلى معسكرات في عرفات ومزدلفة فضلًا عن خدمات الإرشاد وبرامج التوعية المستمرة طوال أيام الحج. وكشف عن وجود نوعين من سيارات الإسعاف لكل منها مهام خاصة وهي مزودة بأحدث التجهيزات الطبية حسب طبيعة ونوعية تلك المهام، لافتًا إلى أن خدمات الاتصالات لهذا العام ستشمل خدمات الهاتف اللاسلكي لتسهيل الاتصال ولتلبية أي استغاثة أو نداء خاص بالحالات الطارئة. جاء ذلك في حوار أجرته «المدينة» مع د. القناوي سلط من خلاله الضوء على الاستعدادات والجهود التي تبذلها الشؤون الصحية بالحرس الوطني لخدمة ضيوف الرحمن والحفاظ على صحتهم وسلامتهم. * ماذا عن مشاركة الشؤون الصحية بالحرس الوطني في خدمة ضيوف الرحمن، وهل هناك إضافات جديدة هذا العام؟ ** مشاركتنا هذا العام لا تختلف عن سابقاتها في الأعوام الماضية، وتجنيد الطاقات لخدمة الحجيج يدخل في صميم الواجبات الإسلامية التي أملاها علينا ديننا، وبناءً على ذلك فإن الحرس الوطني بقطاعاته المختلفة يسعى إلى توفير جميع الإمكانات المتاحة واستنفار كل الطاقات وتسخيرها للمشاركة في تحقيق كل وسائل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام حتى يكملوا مناسكهم دون أي منغصات أو عوارض صحية مقلقة، وتنتهج الشؤون الصحية خطة لموسم الحج في كل عام وتطبقها عبر لجنة مختصة معنية بمعرفة السلبيات والعمل على تلافيها في المواسم التالية، والوقوف على الإيجابيات وتدعيمها تطويرًا لأدائها مع الحرص على الاضطلاع بهذا الواجب بأعلى قدر من الإخلاص والاحتساب، وستواصل الشؤون الصحية بالحرس الوطني الجهود من أجل تعزيز هذه الخدمات وتطويرها بما يتفق مع واجبها الديني ودورها الإنساني، وبما يتماشى مع اهتمام وحرص ولاة الأمر ونهج الحكومة الرشيدة. مستشفى ميداني بمنى * ما طبيعة الخدمات التي تقدمها الشؤون الصحية بالحرس الوطني لضيوف الرحمن؟ ** الشؤون الصحية كأحد أجهزة الدولة المعنية بالمشاركة السنوية في موسم الحج يعد واجبها المنوط بها رافدًا من الروافد المهمة للرسالة الدينية والحضارية التي تضطَّلع بها الدولة باعتبارها قبلة المسلمين قاطبة، ورائدة النهضة الإسلامية، ولذلك فقد أكملت الشؤون الصحية في وقت مبكر تجهيز المستشفى الميداني بمنى، وهو مصمم من مادة الفايبرجلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة، وتتناسب في الوقت نفسه مع الظروف المناخية للمشاعر المقدسة، وتبلغ سعته 40 سريرًا مزودة بجميع الوسائل والتجهيزات الطبية اللازمة لمقابلة الحالات الطارئة وعلاج ضربات الشمس، ويضم غرفتين للعناية المركزة وعيادات خارجية في مختلف التخصصات الطبية أُلحقت بها صيدليتان لصرف الأدوية إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وبه أيضًا مختبر للتحاليل الطبية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز بجدة، وذلك إضافة إلى فرق الإنقاذ السريع المدربة تدريبًا عاليًا وفق ما توصل إليه الطب الميداني الحديث في مجال الخدمة الإسعافية العاجلة.. وهناك أيضًا الخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة وغرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة.. وقد خُصِّص سكن للعاملين على مساحة 208 م2 ووفَّر المستشفى مظلات واقية من الشمس لراحة مراجعيه من الحجاج مع تأمين التكييف لجميع المرافق، وقد أضيفت مولدات احتياطية للطوارئ لاستخدامها وقت الحاجة، اضافة الى تنفيذ مشروع عزل كامل للمباني الفيبرجلاس احتياطًا ولحمايتها من مياه الامطار، كما تم تطوير خدمة المختبر بإنشاء موقع العينات اللازمة لإجراء التحليل. أما في عرفات فإن معسكر الشؤون الصحية معني بتقديم جميع الخدمات العلاجية والإسعافية للحجاج، وذلك فضلًا عن نقاط ومراكز طبية في مزدلفة وبقية المشاعر المقدسة تشمل عيادات للكشف العام وصيدلية لصرف الدواء، ويتولى تشغيل جميع هذه المرافق فريق عمل يضم كفاءات سعودية مؤهلة من أطباء وصيادلة وفنيين وإداريين وهم يعملون على مدار 24 ساعة. وضمانًا لسلامة الأداء وتكامله يوجد تعاون وتنسيق كامل بين هذه المراكز والمستشفيات الطبية وأجهزة وزارة الصحة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي وطائرات الإخلاء الطبي التابعة لإدارة الدفاع المدني، وينبغي الإشارة هنا إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة مهيأة ومستعدة لاستقبال الحالات الطارئة التي تنقل إليها بواسطة طائرات الإخلاء الطبي. التنسيق مع الجهات الأخرى * ما نوع وحجم التنسيق مع الوحدات الطبية؟ وما مدى التعاون مع بعثات الحج الطبية؟ ** لما كان مجال الخدمة الطبية عاملًا مشتركًا بين الشؤون الصحية للحرس الوطني وقطاعات الدولة الأخرى بالمملكة كوزارات الصحة والدفاع والطيران والداخلية وغيرها، فإن التنسيق بينها يستهدف تقديم أفضل الخدمات الصحية المتميز للحجاج، خاصة ما يتعلق منه بالإخلاء الطبي في المشاعر المقدسة حيث تشارك الشؤون الصحية بعشر فرق مجهزة تجهيزًا متكاملًا للمشاركة أثناء حدوث أي طارئ لا سمح الله، وذلك مع استمرار وتعزيز التنسيق مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات المرضية التي تتطلب تدخلًا سريعًا بواسطة الطيران العمودي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة. أما التعاون مع بعثات الحج الطبية فيتمثل في استقبالهم بموقع المستشفى الميداني بمنى، وتزويدهم ببعض الأدوية والمستلزمات العلاجية الضرورية، وكذلك استقبال الحالات المحولة من قبلهم للتنويم بالمستشفى، واستقبال المرضى بالعيادات الخارجية، فضلًا عن تقديم استشارات طبية لهم إذا لزم الأمر. نموذجان لسيارات الإسعاف * ما مشاركة سيارات الاسعافات الطبية لهذا العام؟ ** يوجد نوعان من السيارات الأول نموذج 2 وهي سيارة مجهزة للذهاب الى اماكن الحوادث ولدعم وزارة الصحه فى حالات الكوارث -لا سمح الله- وتقديم الاسعافات الاولية بكل انواعها واشكالها وتجهيزاتها التي تكمن في سرير متحرك وعربة نقل متحركة وناقلات من نوعين لسهولة نقل المريض من سيارته او من الاماكن المكشوفة مع توفر جميع انواع الضمادات ومستلزمات الجروح او الكسور وجميع انواع المحاليل الطبية لتعويض المريض حسب احتياجه، وأجهزة فحص السكر والعلامات الحيوية، وهذا النموذج يتيح الفرصة للطبيب والممرض الموجودين بداخلها للتعامل مع حالات الولادة والحوادث بكل انواعها مثل السقوط او حوادث السيارات أو حالات التسمم والاغماء، وفى كل الاحوال ايصال المريض من موقع الحادث الى المستشفى الموجه اليه من قبل غرفة العمليات. أما النموذج الثاني فنطلق عليه النموذج 3 وهو من النوع الحديث المخصص لنقل الحالات الحرجة جدا كامراض القلب المفاجئة والاصابات الدماغية الخطيرة والحالات التى تنقل الى المستشفيات بعد انعاش القلب والرئتين، وهذا النوع من الاسعافات مجهز بكل المستلزمات الطبية المتوفرة في نموذج (2) مع وجود جهاز مراقبة القلب واعطاء الصدمات الكهربائي وتسجيل العلامات الحيوية بدقة وعمل تخطيط متواصل للقلب، وتقسيم كوادر الاسعافات الطبية الى فرق طوارئ مكونة من طبيب ومسعف وممرض حسب الحالة وخطورتها. التوعية الصحية * هل للشؤون الصحية فرق توعية خاصة لتوعية الحجاج؟ ** لا شك أن هذا المجال يحظى باهتمام كبير لارتباطه بروحانية هذه المناسبة العظيمة، ولذلك فإن إدارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني معنية بتقديم خدمات إرشادية طوال أيام الحج، علاوة على أنها تتولى توزيع مطبوعات ونشرات طبية تثقيفية توعوية من إعداد وتنفيذ إدارة التوعية الصحية لتوعية ضيوف الرحمن وحمايتهم من الأمراض، وهناك توعية مكثفة من ادارة الرعاية الصحية الاولية ممثلة بطب المجتمع والطب الوقائي، وهناك حقائب تحتوي على اسعافات اولية ومظلة تقي الحجاج من حرارة الشمس وكمامة طبية وسجادة صلاة. إستراتيجية دقيقة * وماذا عن الكوادر السعودية والخطط المستقبلية؟ ** جميع العاملين المكلفين بالمهمات خلال موسم الحج على درجة عالية من المسؤولية، وقد برهنوا على ذلك في كثير من المجالات الطبية المنوطة بهم، ولعل الاستعدادات المبكرة والدراسات التي تجري لمعرفة السلبيات التي يلزمهم تجنبها، والإيجابيات التي يمكن تعزيزها، والاقتراحات المفيدة التي يمكن تبنِِّّيها مستقبلًا، كل ذلك يُشكِّل استراتيجية دقيقة تكون مرتكزًا لهم في تحمُّل جميع مسؤولياتهم بكفاءة واقتدار. ونحن نحرص على تأهيل كوادرنا بصفة مستمرة، وهذا الحرص كفيل بأن يجعل التوفيق حليفهم في كل المهمات المناطة بهم، وبمستوى رفيع من الأداء، وضمانًا لهذا الدور المتميز فهم ينتظمون في دورات تدريبية فنية تؤهلهم إلى بناء قدرة على مواجهة الأزمات خلال موسم الحج، وبذلك فهم يؤدون واجباتهم على الوجه الأكمل خدمة لدينهم ومليكهم ووطنهم، كما أن خدمات الاتصالات لهذا العام ستشمل بإذن الله خدمات الهاتف اللاسلكي لتسهيل الاتصال ولتلبية أي استغاثة أو نداء خاص بالحالات الطارئة، وفي هذا الخصوص فقد أنشئ بالتعاون مع سلاح الإشارة بالحرس الوطني رابط عالي السرعة بين المستشفى الميداني ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، وستتاح أيضًا خدمة الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت (VOIP). وبخصوص الخطط المستقبلية؛ فإن تقويمًا شاملًا سيلي الانتهاء من هذه المهمات، وعلى ضوئه يمكن التخطيط للأفضل مع تلافي أي سلبيات تطرأ، ويمكن اعتبار هذا التقويم خطة مستقبلية أو ورقة عمل متجددة في كل عام نتوصل من خلالها على الجديد في مجال الرعاية الصحية الحديثة في مثل هذه المناسبات الضخمة، وبناءً على نتائجها يمكن تطوير الخدمات العلاجية للحجاج.. وإضافة إلى ذلك فهناك دراسة تجريها الجهات المعنية في الإدارة الهندسية بغرض إعداد مشروع متكامل، من حيث استحداث تصاميم وحركة تشغيل داخلية تستهدف إنشاء بيئة متوافقة مع أحدث المستويات، ثم طرحها بعد ذلك على اللجان المختصة لإقرارها في السنوات المقبلة.