اعتبر الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي زخات المطر التي هطلت على المشاعر المقدسة البارحة الأولى بمثابة تجربة واقعية للتعامل المثالي مع حالات الأمطار، مؤكدا أن كافة الاستعدادات اكتملت لاستقبال ضيوف الرحمن الذين يبدأ توافدهم على مشعر منى اعتبارا من غد الأربعاء. وكشف ل«عكاظ» عن تنسيق الحرس الوطني مع الجهات المختصة لتفويج الحجاج إلى محطة قطار المشاعر المجاورة عبر ممر يعبر مخيم الحرس الوطني. وبين أن الحرس الوطني يقدم خدمات صحية لضيوف الرحمن من خلال مستشفاه الميداني والذي يتسع لنحو 60 سريرا، مؤكدا على أن التنسيق قائم مع الجهات المعنية في هذا الغرض. وفيما يلي تفاصيل الحوار: ضيوف أعزاء كيف ترون الاستعدادات العامة لاستقبال ملايين الحجيج في هذا الموسم ؟ - هناك حرص من دولتنا الرشيدة على توفير كافة ما يحتاجه الحاج لأداء مناسك حجه بيسر وسهولة، وصدقني أن خادم الحرمين الشريفين يوصينا دائما حين نلتقيه بضرورة تقديم كل الخدمات الممكنة للحاج سواء طبية أو أمنية، ويعتبر كل واحد منهم ضيفا معززا مكرما حتى مغادرته لبلاده. استعدادات متكاملة كيف ترون استعدادات الحرس الوطني لحج هذا العام ؟ شرف الله تعالى بلادنا بهذه الخدمة العظيمة والحرس الوطني يشارك سنويا في هذه المهمة الجليلة لينال شرف الخدمة مع باقي أجهزة الدولة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج من كل عام، والحرس الوطني بالقطاع الغربي يتلقى توجيهات مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لنبدأ عملية الاستعداد في وقت مبكر وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة، حيث تبدأ وحدات وإدارات الحرس الوطني المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في الترتيب والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذ هذه المهمة العظيمة وتوفير الخدمات المطلوبة التي نطمح إلى أن تكون في مستوى تطلعات القيادة الرشيدة، وبفضل من الله تم الاستعداد اللازم من قبل الوحدات والإدارات المشاركة في موسم الحج هذا العام وتوفير جميع الخدمات في مختلف الجوانب المتعددة. جولة المطر تفقدتم مؤخرا وحدات الحرس الوطني والمخيم في منى، كيف وجدتم الاستعدادات ؟ أعتقد أننا مطمئنون ولله الحمد على الاستعدادات، حيث كانت كل القطاعات الخاصة بالحرس الوطني في المشاعر المقدسة على أتم الجاهزية لبدء تقديم الخدمات للحجيج والمساهمة في تنظيم موسم حج خال من أي شوائب. صادفت زيارتكم هطول الأمطار على مشعر منى أمس الأول، هل قستم الاستعداد لمثل هذه الظروف ؟ بالتأكيد كان هطول المطر فرصة جيدة للتأكد من كافة الاستعدادات الخاصة بالحرس الوطني، وكانت أشبه بالتجربة الفرضية الطبيعية وحرصت على تفقد الخيام وكافة التجهيزات ولم يتأثر منها شيء ولله الحمد بسبب هطول الأمطار وهذا ما أثلج صدري بالتأكيد. خدمات متعددة ما هي أبرز الخدمات التي سيقدمها الحرس الوطني في موسم الحج هذا العام ؟ هناك منظومة متكاملة من الخدمات في كافة الجوانب سواء الأمنية أو الصحية والإرشادية أو الإعلامية، ففي الجانب الأمني تساهم قوات الحرس الوطني المشاركة في مهمة الحج في تنفيذ المهام المسندة لها في عملية الحفاظ على الأمن داخل المشاعر، وفي الجانب الصحي تقدم الشؤون الصحية بالحرس الوطني الرعاية الصحية اللازمة لضيوف الرحمن وذلك من خلال تجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة بكل الإمكانيات لتوفير رعاية طبية مجانية لهم، وفي الجانب الإرشادي يشرف جهاز الإرشاد والتوجيه بمخيم الحرس الوطني بمشعر منى على تقديم البرامج الإرشادية والتوجيهية من خلال استضافة عدد من كبار العلماء والدعاة في كل عام لإرشاد الحجاج والإجابة على استفساراتهم وما يواجههم من مشكلات أثناء تأدية مناسكهم، أما في الجانب الإعلامي والثقافي فتحرص إدارة العلاقات العامة بالحرس الوطني بالقطاع الغربي بالتعاون مع الإدارة العامة للعلاقات والمراسم برئاسة الحرس الوطني بالرياض على بذل جهود كبيرة من أجل تقديم خدمات إعلامية وتوجيهية للحجاج إضافة إلى الرسالة التلفزيونية الخاصة بالحرس الوطني وإعداد التقارير الصحفية اليومية خلال فترة الحج من خلال المركز الإعلامي بمشعر منى، إضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى التي يقدمها الحرس الوطني لضيوف الرحمن في موسم الحج. مستشفى ميداني يعد الجانب الصحي من أهم الخدمات التي قد يحتاجها ضيوف الرحمن، ماذا أعدت الشؤون الصحية بالحرس الوطني لهذا الأمر ؟ بدأت الشؤون الصحية استعداداتها المبكرة من خلال تجهيز مواقعها الطبية في المشاعر المقدسة، حيث تم تجهيز مستشفى منى الميداني الذي بني من مادة الفيبرجلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة والتي تتناسب مع الظروف المناخية بالمشاعر المقدسة، وسعته 60 سريرا، إضافة إلى عدد من أسرّة العناية الفائقة، والمستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية وكافة المستلزمات السريرية ويعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة، ويتكون من قسمين للتنويم أحدهما للرجال وآخر لتنويم النساء، كما يشتمل على العديد من العيادات التخصصية والخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة بالإضافة إلى غرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة ومكاتب استقبال ومكاتب إدارية، كما تضم الخدمات المساندة للمستشفى مختبرا متكاملا للتحاليل الطبية وغرفة أشعة وصيدلية لصرف الأدوية، كما وفرت الشؤون الصحية بالحرس الوطني مظلات واقية من الشمس لراحة المرضى وتأمين التكييف اللازم للمستشفى. 12 فرقة للإخلاء الطبي هل يتم التنسيق مع الجهات الأخرى المعنية بصحة الحاج ؟ بالتأكيد التنسيق فعال ومستمر مع باقي القطاعات الصحية الحكومية الأخرى (وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وزارة الدفاع) وذلك لتقديم أفضل الخدمات الصحية خاصة في برنامج الإخلاء الطبي بالمشاعر المقدسة الذي تشارك فيه الشؤون الصحية ب 12 فرقة للإخلاء الطبي، والتنسيق بشأن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى علاوة على استقبال الحالات المنقولة من قبل القطاعات الأخرى والمحتاجين للتنويم، والتأكد من جاهزية كل جهة لاستقبال أي حالة طارئة، وكذلك التنسيق المستمر مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات التي تتطلب التدخل السريع لنقل المرضى بالطيران العمودي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني. هل التنسيق يتم أيضا مع بعثات الحج الطبية ؟ بلا شك هناك تنسيق مع بعثات الحج الطبية بالمشاعر المقدسة وذلك من خلال زياراتهم إلى موقع مستشفى منى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني وتوفير بعض الاحتياجات الضرورية من الأدوية والمستلزمات الطبية لهم علاوة على استقبال الحالات المحولة من قبلهم والتي تحتاج إلى تنويم بمستشفى الطوارئ، وكذلك المرضى بالعيادات الخارجية بالمشاعر التابعين لهم مع تقديم الاستشارات الطبية إذا لزم الأمر. ماذا عن التجهيزات الصحية للحرس في مزدلفة ومنى ؟ تم تجهيز مواقع صحية متكاملة لتقديم الخدمات الطبية بكل من عرفات ومزدلفة بعربتين تستخدم كمستشفى للطوارئ إحداهما للرجال والأخرى للنساء تستوعب 20 سريرا، إضافة إلى عربتين للعيادات الخارجية للرجال والنساء وصيدلية وخدمات مساندة، إضافة لذلك تخصيص منطقة مخصصة لعزل الحالات الوبائية (لا قدر الله) منفصلة تماما عن مستشفى منى التابع للحرس الوطني، وتضم هذه المنطقة جميع التجهيزات والإمكانيات الطبية التي تمكن بإذن الله من السيطرة على مثل تلك الحالات في أسرع وقت. ممر للتفويج ما مدى استفادة الحرس الوطني من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، خصوصا قطار المشاعر ؟ تحظى المشاعر المقدسة باهتمام بالغ وكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) وما هذه المشاريع إلا ترجمة واضحة لهذا الاهتمام، فقد استفاد من هذه المشاريع كافة زوار المشاعر سواء خلال مواسم العمرة أو الحج وقد ساهمت في حل الكثير من المشاكل في السابق كالزحام عند الجمرات وداخل المشاعر، والحرس الوطني وتحديدا في موسم حج هذا العام استحدث مقر خاص داخل مخيم الحرس الوطني بمنى لبيع تذاكر قطار المشاعر ليتسنى للحجاج شراءها والاستفادة منها في عملية تنقلهم داخل المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة. فيما يتعلق بالقطار، هل تم استحداث ممر من داخل مخيم منى لتفويج الحجاج للقطار ؟ بالفعل تم استحداث ممر عرضي متجه من طريق الملك فيصل وحتى طريق القصر الملكي ليتمكن الحجاج المتواجدون في الجهة الشمالية في مخيم الحرس الوطني من العبور جنوبا خلال هذا الممر للاستفادة من محطة القطار المجاورة للمخيم، وهذا يتم ضمن التنسيق بين الحرس والقطاعات الأخرى لتحقيق راحة الحجاج وانسيابية تحركاتهم اليومية. راحة الحجيج ما مدى تقييمكم لمستوى الخدمات التي يقدمها الحرس الوطني لحجاج بيت الله الحرام، وهل أنتم راضون عن هذا المستوى ؟ لا يمكن أن نقيم ونقدر حجم الخدمات أو الإنجازات التي نقدمها لضيوف الرحمن، ومهما قدمنا من خدمات لا نعتبرها إلا ضمن استشعارنا بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا في الحرس الوطني، فخدمة حجاج بيت الله الحرام شرف عظيم لجميع القطاعات المشاركة من مختلف الأجهزة والحرس الوطني ضمن أجهزة الدولة التي حظيت بنيل هذا الشرف، وما نطمح إليه هو العمل على راحة الحجيج وتوفير أقصى درجات الخدمة المقدمة لهم لكي يؤدوا فريضتهم بكل يسر وسهولة.