تصدمنا الأخبار المفجعة ،فتحيلنا إلى كومة من الأحزان ،وأكثر الأخبار صدمة لنا «الفقد « والفقد أعظم مصيبة ،وما أكثر ماجزعت قلوبنا ،وفاضت أعيننا ،لفراق من نحب ،وفقد من نغلي ،وآه ما أحقر الدنيا ،وما أقصرها ،وما أتعس الحياة في أعيننا ،عندما يرحل الأحباب والأصحاب عنا وتغيب عنا صورهم ،وأكثر الغياب ألما ،غياب الرجالات من الذين سكنوا جوانحنا ،وتربعوا وسط قلوبنا ،واحتضنتهم أحداقنا ،ممن يقال عن فقدهم «ولكن الرزية فقد شهم ..يموت لموته خلق كثير « الذين غيابهم يوجعنا،حتى نشعر بأن طعم الحياة قد استحال مرا ،ولذة العيش قد صارت علقما حينما نفتش عنهم وكانوا معنا فلا نجدهم ،ولم تلمحهم أعيننا،وقد اعتادت على رؤيتهم، وقرت بنظرتهم ،وآنست نفوسنا بقربهم،فيعز علينا فقدهم ،حتى تكون أكثر اللحظات ألما خبر غيابهم عن الوجود (خبر يسرق فرحتنا ) ويجعل الدمع ينسكب مزنا على وجناتنا ،كالخبر الذي صحونا عليه فجر السبت ال25/من شهر ذي القعدة من عامنا الحالي 1432ه ،حين رزئ الوطن بفقدان رجل من رجالاته،حبيب إلى كل النفوس ،كان ملء السمع والبصر،تسلطن على القلوب بكنز من الأخلاقيات،فهو الأمير المبتسم ،وهو سلطان الخير ،وهو ولي العهد الأمين ،وهو جمعية الخير ،إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ،صاحب القلب الكبير الذي أتسع لكل الناس الصغار والكبار ،الرجال والنساء ،كان إنسانا بكل ماتعنيه الكلمة ،اضطلع بالمهام الجسام لقيادة دولة منذ صغره ،حمل هموم وطن وآمال شعبه ،وبرحيله فقد الوطن أعز رجالاته ،وأحد صناع نهضته ،ولكن رغم رحيله الصعب علينا،فهو باق معنا، فمنزله بين جوانحنا سيظل عامرا بذكراه ،خالدا بمآثره ،وإن كانت ستبكي لفقده منابر الخير ،وميادين العطاء؛ إلا أن نهر عطائه سيظل ينعم بالجريان ،يصدق فيه قول القائل : هو اليم من أي النواحي أتيته.. فلجته المعروف والجود ساحله تعود بسط الكف حتى لو أنه .. ثناها لقبض لم تجبه أنامله فسلطان رحمه الله ،وفق في حياته لأن يرسى قواعد أعمال الخير والبر لتظل أعماله التي قام بها وقدمها «صدقة جارية «في حياته وبعد مماته ،فيا وطني يامن جرحت بفقد سلطان ،جبر الله مصابك في سلطان القلوب ،ويا سيدي يا أبا متعب ،عظم الله أجرك في أخيك، ورفيق دربك ،وولي عهدك ،يامن تحاملت على وجعك ،وهزمت تعبك ،لتقف بنفسك في مقدمة الصفوف لاستقبال جثمان الفقيد ،ثم الصلاة عليه ،ولن ننسى نظرة الحنان وألم الفراق ،وأنت ترمق الجثمان، بنظرة الوداع الأخير ،ولنا العزاء ومنا في سلطان،والذي لن تقف الألسن من الدعاء له بالرحمة والمغفرة ،ولن تجف الأعين من سكب الدمع عليه ،فارحم اللهم يارب سلطان ،وعوضنا خيرا فيه ،ومتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين ومد في عمره واحفظ بعز وتمكين وطننا من شر الأشرار،وأدم علينا نعمة الإسلام ،آمين محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط