تنتظر الجامعة العربية ردا من سوريا اليوم الاثنين على خطة لانهاء اضطرابات تزداد عنفا على مدى سبعة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد والبدء في محادثات بين السلطات السورية ومعارضيها.وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي ترأس بلاده لجنة الجامعة العربية انه يتعين على الأسد البدء في اصلاحات جادة حتى لا تنزلق سوريا الى المزيد من اعمال العنف.وقال الشيخ حمد للصحفيين في وقت متأخر امس الأحد "المنطقة كلها معرضة لعاصفة كبيرة والمهم أن يعرف القادة كيف يتعاملون ليس باللف والدوران والاحتيال."وأضاف أن المطلوب هو القيام بخطوات للإصلاح لتجنب ما حدث في بعض الدول لان التغيير صعب والدمار والخسائر جسيمة. وكان الشيخ حمد يشير على ما يبدو إلى التدخل العسكري لحلف الأطلسي في ليبيا والذي ساهم في اسقاط معمر القذافي.وقال دبلوماسيون عرب ان الخطة التي طرحت على وزير الخارجية السوري وليد المعلم في قطر تتضمن الافراج الفوري عن السجناء المحتجزين منذ فبراير شباط وانسحاب قوات الامن ونشر مراقبين من الجامعة العربية والبدء في حوار.وكان الأسد قال في حديث للتلفزيون الروسي امس انه سيتعاون مع المعارضة. وأضاف "نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة.. كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الازمة لاننا نعتقد ان التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا."ولكن في حديث اخر لصحيفة صنداي تليجراف البريطانية صور الأسد الانتفاضة في سوريا بانها تمرد من جانب اسلاميين سيتم دحره.وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من ثلاثة الاف شخص قتلوا في حملة الحكومة السورية على المحتجين المطالبين باصلاحات سياسية وانهاء حكم الأسد.وينحي الأسد باللائمة في الاضطرابات على عصابات مسلحة مدعومة من الخارج وقال في الحديث التلفزيوني "لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والامن."وكان اعتراض سوريا على عقد اجتماع يتعلق بما تعتبره شأنا داخليا خارج سوريا احد نقاط الخلاف بين الجانبين.وقال الشيخ حمد ان الامر الاهم من اجراء حوار هو العمل . واضاف ان هذه اللجنة ابدت رد فعل قويا جدا على عمليات القتل التي وقعت في الاونة الاخيرة. وقالت مصادر للمعارضة ان 61 مدنيا و30 جنديا قتلوا في احدث اشتباكات خلال الايام الثلاثة السابقة.وقالت شخصيات معارضة مرارا ان عروض الأسد للحوار ليست جادة وذكرت ان الاسابيع الاخيرة شهدت تصعيدا في الاعتقالات الجماعية والتعذيب وعمليات الاختفاء واغتيال ناشطين وزعماء الاحتجاجات في الشوارع.ودعا مبعوث الصين للشرق الاوسط السلطات امس الأحد إلى التعجيل بالاصلاحات التي وعد بها الاسد قائلا ان الوضع خطير ولا يمكن استمرار اراقة الدماء.وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان اللجنة التي شكلها الأسد قبل اسبوعين لصياغة دستور جديد اجتمعت للمرة الاولى اليوم. وأمام اللجنة حتى منتصف فبراير شباط لوضع الدستور الجديد. وقال الأسد لصحيفة صنداي تليجراف ان القوى الغربية سوف تتسبب في "زلزال" في الشرق الاوسط اذا تدخلت في سوريا وذلك بعد ان طلب محتجون حماية خارجية لوقف قتل المدنيين .وتقع سوريا في قلب الشرق الاوسط المضطرب فهي لها حدود مع كل من اسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والاردن.وقال الاسد "انها خط الصدع واذا لعبتم بالارض فسوف تتسببون في زلزال. هل تريدون ان تروا افغانستان اخرى.. عشرات من (امثال) افغانستان؟"ولم تقترن العقوبات الغربية التي استهدفت الأسد والنخبة الحاكمة بأي علامة على تدخل عسكري في سوريا.وقال الامين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن مرارا ان الحلف لا ينوي التدخل في سوريا رغم نداءات له بذلك من قبل ناشطين من المعارضة السورية.وأضاف ان الحلف اتخذ القرار بالتدخل في ليبيا بعد حصوله على تفويض واضح بذلك من الاممالمتحدة إلى جانب دعم اقليمي قوي وهما شرطان لا يتوافران بالنسبة لسوريا.وتخضع سوريا التي يبلغ تعدادها 20 مليون نسمة لحكم الاقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد والتي تسيطر على الجيش والقطاعات الرئيسية للاقتصاد السوري والجهاز الامني.وأصبحت محافظة حمص المجاورة للبنان والتي بها واحدة من مصفاتين للنفط تملكهما سوريا مركزا للمقاومة المسلحة لحكم الأسد بعد اشهر من الاحتجاجات السلمية التي واجهتها قوات الامن دائما بالقوة.وقالت جماعة ناشطة ان مقاتلين يعتقد انهم من المنشقين عن الجيش قتلوا 30 جنديا من الجيش السوري في اشتباكات في حمص وفي كمين نصبوه في محافظة ادلب الشمالية يوم السبت.