رحل ستيف جوبز، فطُويت برحيله حقبة من الإبداع المتواصل، بل من العطاء النادر المصحوب بكثير من العزيمة والقوة والهمة العالية. لم تكن إبداعات ستيف مجرد أوهام وأضغاث أحلام، وإنما كانت رؤى بعيدة دفع ستيف جوبز من وقته وصحته وسعادته ليحققها فيما عجز عنها آخرون. ونشرت الحياة 10 أكتوبر عدداً من التعليقات التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة رحيل العبقري ستيف جوبز، معظمها يرثي الراحل ويذكر بمنجزاته التي باتت جزءاً من حياتنا اليوم، بل هي في صلب نسيجنا الاجتماعي والإنساني. بعض التعليقات تذكر بأصل الرجل، فهو بحكم نصفه المنتمي إلى أبيه سوري الأصل حمصي الهوى عربي الانتماء. قال أحدهم: (لو كان ستيف جوبز ما زال في حمص سيكون اسمه سليم الحمصي، ووظيفته بياع خضار، دخله 90 ليرة في اليوم «10 ريالات» وعنده 7 بزران). ويضيف: (شكراً أمريكا صنعت إنساناً صنع حضارة). هكذا الصراحة حلوة في هذه المواقع التي ليس لفضاء حرياتها حدود، ولا لمنطوق كلماتها قيود. ما قيل ليس جديداً على المواطن العربي المغلوب على أمره، والمواطن السوري المقهور طوال عمره. الجديد هو التخفف من هذه القيود التي كُبل بها المواطن العربي طويلا. والأكثر جدة هو أن ثمة عقليات لا تزال قابعة وراء التاريخ، تهوى العقول المحنطة، وتمارس الديناصورية المتخلفة لا تؤمن إلا بالعصا وسيلة للحل، وبالزجر طريقاً للحوار. لينظر كل عربي في الجمهوريات العربية المجيدة خارج حدود الربيع العربي لينظر في أي قفص يحاول المسؤول الزج به وإبقاءه فيه أمداً طويلا. محظوظون هم الذين أفلتوا باكراً من القفص ومنهم صاحبنا ستيف جوبز. أحد الخبثاء قال: لو كان ستيف جوبز في عاصمة بني أمية لربما رحل شهيدا على يد شبيحة النظام القمعي الجائر، فكان خيراً له. وقال آخر في عالمنا العربي المجيد لا يمكن الجمع بين شهادة الآخرة، وشهادة في الدنيا تدين لرجل في حجم ستيف جوبز أو باراك أوباما.