قال الضَمِير المُتَكَلّم : ( إيمو، «emo» كلمة قادمة من مصطلح «emotional» وتعني : «حَسّاس أو عاطفي» !! وهي اليوم تعني جماعة من المراهقين من الفتيان والفتيات ؛ بدأت تظهر نهاية الثمانينات وبداية التسعينات الميلادية في أمريكا الجنوبية وأوربا مع رَوَاج « أغاني روك « عاطفية حزينة !! ثم تَشَكّل فكرها وسلوكياتها ؛ لتزعم أنها ذات مشاعر حساسة وعواطف مظلومة ومحرومة في المجتمع ، ليصبح لها طقوس معينة ؛ فأفرادها لهم مظاهر غريبة في اللباس من ألوان داكنة ورسومات غريبة ، ويلبسون أغطية المعصم السوداء ، وهذه الملابس تحمل أحياناً كلمات من أغاني ( الرّوك المشهورة ) ، ورسومات لجماجم أو ثعابين ،أما تسريحات الشّعْر فغريبة ومريبة ! أما الأخطر فهو السلوك النفسي والاجتماعي حيث الشعور بالحزن والاضطهاد والغربة عن المجتمع ، والالتفاف حول الأقران في الجماعة ، وجَرْح الجَسَد باعتبار الألم الجسدي أخف من الألم النفسي ؛ ثم سلوكيات مُنحرفة ومخالفات عقائدية وغيرها ، ثم وصول بعضهم لمحطة الانتحار !! المهم بفِعل القنوات الفضائية والبرامج والمسلسلات التلفزيونية المترجمة ، وكذا الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني وصلت أفكار ( الإيمو ) أو طقوسها إلى مراهقي ومراهقات العالم العربي ! شاهد ذلك مواقع إنترنت ومنتديات خاصة بأفرادها ؛ بل رُصِدت لهم حفلات جماعية مختلطة في بعض الدول !! وهنا لعل من أبرز أسباب نزوع بعض الشباب العربي إلى تلك الجماعة ضعف الوازع الديني ، والفراغ العاطفي في ظل الدور التربوي المفقود للأسرة ، والهوة السحقية بين نمط حياة وفكر الأبناء والآباء ؛ وحبّ التقليد للآخَر ؛ وغياب توجيهات المدرسة وحضنها التربوي !! نعم تلك الجماعة وطقوسها لم تصل لمرحلة الظاهرة، ولكنها تنتشر ؛ والخطورة أن تغزو مدارسنا في ظل هذا الانفتاح !! وأخيراً البعض قد يستهِين بالقضية باعتبارها مجرد طقوس شكلية من المراهقين والمراهقات ؛ لكن القضية خطيرة نهايتها الانتحار والانحرافات والشذوذ ، والوقوع في بَرَاثِن جماعة ( عَبَدَة الشَيطان ) !! وهذا جعل بعضاً من الدول الغربية تمنع دخول وتداول رموز ( الإيمو ) وملابسها ، وكذلك تنظيم برامج توعية للآباء والأمهات ، والطلاب والطالبات داخل المدارس للتحذير منها ! أجزم أن الواقع يفرض دراسة لمنع دخول مثل تلك السلوكيات والممارسات لمجتمعنا ومدارسنا ،ثم رسم برامج للوقاية بتكاتف المؤسسات المعنية الدينية والاجتماعية والتربوية بالتكاتف مع الأُسَر ؛ فهَل هم فاعِلون ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر:@aaljamili