قال الضَمِير المُتَكَلِّم : بعثت إحدى مديرات المدارس تشتكي من وجود سلوكيات وافِدَة وغريبة لدى بعض الفتيات في مدارسنا الثانوية ، وذكرت منها ما يسمى بثقافة «الإيمو» و «البويات»، وأَضَافت يحدث هذا في ظل غياب تام للمؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية والإعلامية ؛ وقالت: قد تكون هذه السلوكيات في بداياتها ، ولكن تجاهلها قد يحولها إلى ظواهر منتشرة. أصدقكم القول كنت أجهل هذين المصطلحين وبالبحث والاستشارة من المتخصصين عرفت أن (الإيمو): سلوك وثقافة منتشرة عند شباب الغرب ، وقد جاءت كلمة (Emo) اختصاراً ل (Emotion) الانكليزية التي تعني الانفعال والإحساس. هذا السلوك بدأ تياراً موسيقياً أوائل الثمانينات الميلادية، ثم تحول بداية الألفية الثالثة إلى (Life Style) جماعات معينة. عُرِفت ب (الإيمو) وتتميز بأن معظم أفرادها من المراهقين ، ولهم طريقةُ معيشة خاصة ، فهم يتسكعون في الشوارع بوجوه كئيبة ، باكية ولباس موحد يصعب معه التفريق بين الذكر والأنثى ، يغلب عليه اللونان الأسود والزهري، وتخطيط أسود حول العيون ، وهم يَظُهَرون للناس عاطفيين وحساسين ، يميلون إلى التشاؤم ، والحب غير المتبادل ويشعرون بأنهم منبوذون من المجتمع ، وهذا يؤدي ببعضهم إلى الشذوذ والإلحاد ؛ ولذلك يُخْشَى عليهم من الأمراض النفسية والانتحار. وأما مصطلح البويات : فهو أن تقوم الفتيات بسلوك التشبه بالرجال في أفعالهن وحركاتهن ، ومعه يفقدن صفات الأنوثة. والحقيقة أن جولة بسيطة على مواقع ومنتديات الإنترنت المحلية تؤكد وصول هذه الثقافة لبناتنا يُثبت ذلك تحقيق صحفي قامت به صحيفة الرياض مؤخراً ، وفيه أوضح المتحدث الرسمي بفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالمنطقة الشرقية أن ظاهرة «بنات الإيمو» موجودة كحالات ، وقال : وكل ما نخشاه أن تتطور وتزداد دون أن نساهم في توعية المجتمع من خطورتها. أعتقد أن من أبرز أسباب هذه السلوكيات الشاذة : ضعف الهوية الدينية، والعولمة غير المنضبطة ، وانتشار القنوات الفضائية وتقليد ما فيها ؛ والأهم غياب الرقابة الأسرية ، وكذلك تجاهل الدراسات النفسية والاجتماعية لها. قد تكون هذه السلوكيات الشاذة التي غزت مدارسنا وبعض جامعاتنا مقتصرة حالياً على اللباس والمظهر ، ولكنها قد تتطور وهنا مرحلة الخَطَر !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.