كان نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- رحمه الله- فاجعة للجميع خيم خلالها الحزن وذرفت العيون الدمع لفراقه ولكنها إرادة الله وقضائه وقدره الذي لا اعتراض عليه فالموت حق على الجميع. لقد كان- رحمه الله- قريبا من الجميع لا تفارقه الابتسامة دائما حتى عندما كان في مرضه لم يكن ليخفيها رغم ما به من ألم ومتاعب صحية آثر خلالها الراحة وتحامل على نفسه لخدمة دينه ووطنه ولتلبية مطالب الشعب سندا وعونا لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- وأطال في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية حيث كان- رحمه الله- يبحث عن الخير ليكون سباقا إليه متناسيا نفسه وراحته ليكون مع أبنائه في هذا الوطن لخدمته لم يفارقهم أبدا إلا بعد أن اشتد عليه المرض وأجبره على دخول المستشفى ليستمر في عطائه وبذله وهو على سرير المرض ملبيا نداء المحتاج ومساهما في فعل الخير. المتابع لسيرته- رحمه الله- لا يجد مكانا إلا ويجد بصماته فيه حيث لا تزال باقية إلى الآن منها ما هو يقوم بدوره في خدمة المرضى والمحتاجين ومنها ما لا يزال تحت الإنشاء ليقوم بدوره في التخفيف من معاناة من هم في حاجة إلى مثل هذه المراكز ومنها مراكز غسيل الكلى في معظم مستشفيات المملكة ومساعدات اللجان الخيرية والاجتماعية والأهلية والمعاقين والمرضى وبقي طوال حياته يبحث عن عمل الخير ليبادر بتبنيه والمساهمة فيه ولم يكن ذلك عائقا له في متابعة مهامه- حفظه الله- في التواصل مع أبنائه في القوات المسلحة وزيارتهم في أكثر من موقع ومخاطبتهم والتحدث إليهم بشكل مستمر. ورغم حزننا الشديد على فراقه إلا أن ما يخفف من مصابنا هو ما يحظى به رحمه الله من شعبية كبيرة ليس في المملكة العربية السعودية فقط بل في الدول العربية والإسلامية والعالمية لما كان عليه من إخلاص في العمل والبحث عن كل مايخدم المجتمعات العربية والإسلامية وفي مجال العلاقات الدولية. فلا تزال وستبقى ذكراه بيننا نراها في كل شبر من هذه البلاد التي أسس فيها أعمالا خيرة طوال السنوات الماضية. فهنيئا لمن كان عمله مستمرا بعد موته وهنيئا لمن خلف وراءه دعاة يدعون له بالرحمة والمغفرة رحمك الله يا سلطان الخير وأسكنك فسيح جناته فالجميع أبناؤك يتضرعون إلى الله بالدعاء لتكون في أعلى درجات الجنة وشهد لك الجميع بالخير لتفوز بإذن الله بالفردوس الأعلى من الجنة إنه سميع مجيب.