قصة رجل مُسن يرقد في المستشفى بعد أن هرم جسده، لاحظت ممرضته أن هناك شابًا اعتاد على زيارته والجلوس معه يوميًا، ومساعدته على تناول طعامه والاغتسال وقضاء حاجته، ولا يغادر إلا بعد أن يكون قد اطمأن عليه. سألته الممرضة ذات يوم: «ما شاء الله يا حاج، الله يخليلك ابنك وحفيدك يوميًا بيزوروك، ما في أبناء بهالزمن هيك». نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه، وقال لنفسه: «ليته كان أحد أبنائي».. إن هذا الشاب كان يتيمًا في الحي الذي كُنَّا نسكن فيه رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده وهدأته.. واشتريت له الحلوى، ولم أره منذ ذلك الوقت. ولما علم بمرضي ووهن جسدي جاء بي إلى المستشفى للعلاج. وعندما كنت أسأله: «لماذا يا ولدي تتكبد كل هذا العناء؟» كان يبتسم ويقول: «ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي»!! ذكرتني هذه القصة التي بعث بها أحد الأصدقاء لبريدي الإلكتروني بقصة صديق تخرَّج أحد أبنائه وأخذ الابن أوراقه ليتقدم بها لبعض الشركات، فكان كُلَّما يَتقدَّم إلى شركة يتم الترحيب به بحرارة، فعلاوة على كفاءته الشخصية، فإن الرؤساء أو المسؤولين عن التوظيف في أكثر تلك الشركات يذكرون له مآثر قام بها والده حينما كان على رأس العمل تجاههم، أو تجاه ما قصدوه إليه من خدمات يقول الصديق أنه نسيها؟! نافذة صغيرة: ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل.. أينما زرعا إن الجميل.. وإن طال الزمان به فليس يحصده.. إلا الذي زرعا